فاعلية إستراتيجية مقترحة قائمة على القراءة البصرية في تدريس التربية الفنية في تنمية التفکير الناقد لدى طالبات الصف الثاني المتوسط بالمدينة المنورة .

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة طيبة

المستخلص

المستخلص
هدفت الدراسة إلى معرفة فاعلية استراتيجية مقترحة قائمة على القراءة البصرية في تدريس التربية الفنية في تنمية التفکير الناقد لدى طالبات الصف الثاني المتوسط بالمدينة المنورة ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي المعتمد على تصميم المجموعة الواحدة ، وصُمم لذلک عدد من الأدوات من بينها :
-         اختبار التفکير الناقد من إعداد الباحثة .
  وبعد أن تأکدت الباحثة من الصدق والثبات . تم تطبيقها على عينة الدراسة والتي بلغ عددها (54) طالبة من طالبات الصف الثاني المتوسط بالمدينة المنورة ، وقد تمت معالجة البيانات باستخدام برنامج الحزم الإحصائية (SPSS)للوصول إلى نتائج الدراسة ، ومنها :( المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ، ألفا کرونباخ لحساب الثبات ، معامل ارتباط بيرسون ، معادلة کوبر و اختبار( ت ) . وتوصلت نتائج الدراسة  إلى التالي :
-        وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.50  ) بين متوسطي درجات الطالبات (عينة الدراسة) في القياسين القبلي والبعدي لمهارات التفکير الناقد لصالح التطبيق البعدي .
-        فاعلية الاستراتيجية المقترحة القائمة على القراءة البصرية في تنمية التفکير الناقد من خلال تحديد حجم الأثر ، حيث بلغ (0.81) ، وهي قيمة کبيرة تشير إلى وجود دلالة عملية للتطبيق.
وفي ضوء النتائج أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات ، من أهمها :
1-       إدخال استراتيجية القراءة البصرية ضمن مفردات مقررات طرق التدريس والتربية العملية بکليات التربية عامة  ولقسم طالبات التربية الفنية بصفة خاصة نظراً لتناسبها مع هذا التخصص .
2-       التأکيد على المعلمات بضرورة الاهتمام بالمستويات العليا؛ مثل :(التحليل-التقويم – الترکيب ) ، وتدريب الطالبات على ذلک، وعدم الاقتصار على الجوانب والمستويات الدنيا .
 

 

 

 

 

 

 

فاعلیة إستراتیجیة مقترحة قائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة فی تنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة  .

 

د. صفاء بنت عبدالوهاب بلقاسم *

 

 

 

 

 

 

 

 

المستخلص

هدفت الدراسة إلى معرفة فاعلیة استراتیجیة مقترحة قائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة فی تنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة ولتحقیق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج شبه التجریبی المعتمد على تصمیم المجموعة الواحدة ، وصُمم لذلک عدد من الأدوات من بینها :

-         اختبار التفکیر الناقد من إعداد الباحثة .

  وبعد أن تأکدت الباحثة من الصدق والثبات . تم تطبیقها على عینة الدراسة والتی بلغ عددها (54) طالبة من طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة ، وقد تمت معالجة البیانات باستخدام برنامج الحزم الإحصائیة (SPSS)للوصول إلى نتائج الدراسة ، ومنها :( المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ، ألفا کرونباخ لحساب الثبات ، معامل ارتباط بیرسون ، معادلة کوبر و اختبار( ت ) . وتوصلت نتائج الدراسة  إلى التالی :

-        وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.50  ) بین متوسطی درجات الطالبات (عینة الدراسة) فی القیاسین القبلی والبعدی لمهارات التفکیر الناقد لصالح التطبیق البعدی .

-        فاعلیة الاستراتیجیة المقترحة القائمة على القراءة البصریة فی تنمیة التفکیر الناقد من خلال تحدید حجم الأثر ، حیث بلغ (0.81) ، وهی قیمة کبیرة تشیر إلى وجود دلالة عملیة للتطبیق.

وفی ضوء النتائج أوصت الدراسة بمجموعة من التوصیات ، من أهمها :

1-       إدخال استراتیجیة القراءة البصریة ضمن مفردات مقررات طرق التدریس والتربیة العملیة بکلیات التربیة عامة  ولقسم طالبات التربیة الفنیة بصفة خاصة نظراً لتناسبها مع هذا التخصص .

2-       التأکید على المعلمات بضرورة الاهتمام بالمستویات العلیا؛ مثل :(التحلیل-التقویم – الترکیب ) ، وتدریب الطالبات على ذلک، وعدم الاقتصار على الجوانب والمستویات الدنیا .

 

The Effectiveness  of  a Suggested Visual-based Learning Program in Teaching  Educational Arts on Improving Creative and  Critical Thinking of   Second Year Intermediate  School  Female  Students in Al-Madina Al-Munawrrah

Safa  AbdulWahab  Balqasim Batout

1433-2012

Abstract

The present research aimed at investigating the effectiveness of a suggested visual-based learning program in teaching educational arts on improving creative thinking skills (fluency, flexibility, authenticity and elaboration) and critical thinking skills (inference, hypotheses prediction, evaluating discussion, interpretation and deduction) of 2nd year intermediate school female students in Al-Madina Al-Munawrrah. For the purposes of this research, the researcher adopted the one-group semi-experimental design and developed herself the following instruments: a visual-based learning program consisted of eight lessons with teaching and evaluation activities, creative thinking and critical thinking tests. After examining the validity and reliability of the instruments, they were applied with the sample of the study which consisted of 54 2nd year intermediate female students. To find out the results, the data was processed by SPSS using: means, standard variations, Cronbach's Alph for computing reliability, Pearson Correlation Co-efficient, Cooper formula and T-test.

 The results indicated that..

there were significant differences at 0.5 level between the means of the pre-test and the posttest scores of creative thinking skills in favor of the posttest.

there were significant differences at 0.5 level between the means of the pre-test and the posttest scores of critical thinking skills in favor of the posttest

there were no significant differences between the means of the creative thinking  and  critical thinking posttest scores.

the effectiveness of the suggested visual -based learning program on improving creative and  critical thinking skills, through identifying the quantity of the  effect which was (0,81). It was  a big value indicating that there was significant practice  for applying the visual -based learning program.

In terms of results came the following recommendations:

The necessity of applying visual learning technique besides other techniques  by educational arts teachers.

Improving the curriculum of educational art of various stages to involve activities and practices of visual skills that are convenient.    

Incorporating visual learning technique within the items of methods of teaching curriculum at the collages of education in general and more specific  at the colleges of art.

Providing schools with art labs equipped with tools and materials that are necessary for activating visual learning in art  teaching and learning.

Teachers should enhance students` abilities in  higher order thinking skills (analyzing- evaluating, creating) rather than lower ones

 

فاعلیة إستراتیجیة مقترحة قائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة فی تنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة  .

د. صفاء بنت عبدالوهاب بلقاسم

مقدمة :

یواجـه العالم الیوم تحدیات کبیرة ، فالتغیر والتطور السریع شمل جمیع نواحی الحیاة؛ الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة لذا کان لزاماً على المؤسسات التعلیمیة أن تواکب هذا التطور وتسایره ؛ خصوصاً بعد ظهور العدید من المستحدثات التکنولوجیة فی معظم مجالات العلوم والفنون.

  وتتم مواکبة هذه التغیرات والتطورات من خلال تنمیة العقلیات المفکرة ، وتمکین المتعلمین من إحراز أعلى المستویات فی التحصیل"؛ لهذا ظهرت حرکة صناعة التفکیر التی مفادها : أن التفکیر لم یعد نشاطاً شخصیّاً أو مهمة فردیة ؛ولکن أصبح نشاطاً جماعیاً، وصار من المحتم أن تقوم به مجموعة من المفکرین فی تخصصات متنوعة تعمل على إنتاج أفکار وحلول للمشکلات"(المفتی، 1997م ،ص 9) .

ویعد تنمیة مهارات التفکیر الناقد من المهمات الضروریة فی هذا العصر؛ لأنها تساعد على المشارکة الفعالة والضروریة فی المجتمع ، کما أنها تکسب المتعلمین التجارب المختلفة التی تعدهم وتهیئهم للنجاح فی حیاتهم المستقبلیة ، وإذا کان التعلیم یهدف إلى إعداد مواطنین لدیهم القدرة على حل المشکلات واتخاذ القرارات؛ فإنه یستوجب من التربویین تنمیة هذین النوعین من التفکیر (سوسن مجید ، 2008 ، ص125) .

ولتنمیة مهارات التفکیر الناقد لدى المتعلمین یجب استخدام الأسالیب المناسبة لاستثمار ما لدیهم من طاقات کامنة ( المشرف ، 1993م، ص 4 ). کما ترى نادیا السرور (1998م) "أن من واجبات المعلم تعلیم المتعلمین کیف یفکرون ، وکذلک رفع مستوى التفکیر لدیهم بمختلف مستویاته "ص 258.ویؤکد ذلک المشیقح (1999م)" بأن کل فرد یمتلک رصیداً من القدرات الإبداعیة یمکن توظیفها فی المجال الملائم لمیوله واتجاهاته المهنیة أو العلمیة " ص 35. کما أوصت دراسة مها العتیبی (2009م) بضرورة الاهتمام بالتدریس من أجل التفکیر لتنمیة قدرات المتعلمین الفکریة ؛ وذلک لمواجهة الحیاة فی عالم متغیر. وکذلک أوصت دراسة السلیمان ( 2001م ،  ص142 ) بتضمین برامج جدیدة فی التدریس تتمشى مع تطورات العصر. لذا کان من الضروری إیجاد برامج تدریس تساعد المتعلمین على تنمیة مهاراتهم العقلیة والیدویة وتساعدهم على الرؤیة التعددیة للمعانی ،.واعتماداً على ما سبق یتحدد دور مناهج التربیة الفنیة فی توفیر الخبرات والأنشطة التی توظف القدرات البصریة لدى المتعلمین  فی تدریبهم على مهارات التفکیر الناقد .

وفی ظل ما یتمیز به العصر الحالی من تطور متسارع فی نظم المعلومات بشکل یعتمد إلى حد کبیر - على الوسائط البصریة کأدوات لتبادل وتناول المعلومات ، فإنه تظهر الحاجة الملحة إلى تنمیة التفکیر الناقد من خلال التعامل مع المعلومات والأفکار الممثلة بصریاً فیما یمکن أن نطلق علیه القراءة البصریة (Visual Reading)؛ بحیث یقوم المتعلم بتفسیر واستنباط واستنتاج المعلومات والأفکار الممثلة بصریّاً ،واستخدامها فی تولید وإنتاج العدید من المعلومات والأفکار التی تتسم بالجدة والأصالة .

فالقراءة البصریة تعتمد على ما تراه العین، وما یتم إرساله من شریط من المعلومات المتتابعةالحدوث)المشاهدة) إلى المخ ؛ حیث یقوم العقل بترجمتها بطریقته الخاصة .فهو یساعد على تحسین نوعیةالتعلم، ویسرعمنالتفاعلبینالمتعلمین، کمایدعمطرقاًجدیدةلتبادلالأفکار، ویعمقالتفکیر،ویساعد فی بناءمنظوراتجدیدة، وینمیمهاراتحلالمشکلاتلدىالمتعلمین.

         والمجال الفنی البصری مجال خصب لتنمیة التفکیر الناقد لدى المتعلمین، فالتربیة الفنیة کمادة دراسیة تعطی المتعلمین الفرصة للتعبیر عن مشاعرهم وأحاسیسهم وأفکارهم؛ لذلک تعد دعامة أساسیة للتکامل فی نمو المتعلم نفسیاً وفکریاً واجتماعیاً وبدنیاً وخلقیاً ( الشهری، 2004م، ص 166)

         وعلى الرغم من أهمیة تنمیة مهارات التفکیر الناقد للمتعلمین من خلال توفیر الأنشطة والخبرات المتنوعة التی تشجعهم على إطلاق الأحکام ؛ إلا أن الواقع الحالی یؤکد على وجود قصور فی البرامج والاتجاهات الحدیثة فی مجال التربیة الفنیة ، مما أدى إلى ضعف مخرجات هذا التعلم، وعدم قدرة المتعلمات على الاستفادة من الخبرات العملیة والدراسات النظریة ، فقد أکدت دراسة کلٍّ من (المنتشری ،1999م) و(الزهرانی 2002م) أن هذا الضعف یعزى إلى أن البرامج التعلیمیة المستخدمة فی تعلم هذه المادة تَحُدُّ من فاعلیة تعلم المتعلمات؛  لذلک لابد من إیجاد آلیة معینة لتنمیة تفکیر المتعلمات ، فوجود البرامج التعلیمیة وکیفیة تنفیذها سیکون له الدور الإیجابی فی تنمیة التفکیر الإبداعی والناقد لدى المتعلمات. وقد أوصت دراسة نورة البکران (2010م) بضرورة استخدام أسالیب لتنمیة مهارات التفکیر وأنماطه المختلفة لارتباط التفکیر الناقد بأنواع التفکیر الأخرى. کما أوصت دراسة سعدیة الفضلی (2010م) بضرورة إجراء مزید من الدراسات التی تظهر أهمیة الصورة والتعمق فی توظیفها لتنمیة جوانب متعددة_ کالجوانب الفکریة_ لدى المتعلمین .

        ویمکن إدراک حجم المشکلة من ازدیاد الاهتمام بالتفکیر الناقد ، والبحث عن أفضل السبل والعناصر اللازمة لإنجاحه ،  وبما أن الباحثة لم تعْثر على أی دراسة ٍ فی تفعیل القراءة البصریة فی تدریس مادة التربیة الفنیة  لتنمیة مهارات التفکیر الناقد للمتعلمات فی المملکة العربیة السعودیة، من هنا انبثقت الحاجة إلى مثل هذه الدراسة .

أسئلة الدراسة  :

 حاولت الدراسة الاجابة عن السؤال الرئیسی التالی :

       مافاعلیةاستراتیجیةمقترحةقائمةعلىالقراءةالبصریةفیتدریسالتربیةالفنیةلتنمیةالتفکیر الناقدلدىطالباتالصفالثانیالمتوسطبالمدینةالمنورة؟ ویتفرع من هذا السؤال الاسئلة الفرعیة التالیة :

1. ما الاستراتیجیة المقترحة القائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة لتنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة؟

2. ما فاعلیة استراتیجیة مقترحة قائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة لتنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة؟

أهداف الدراسة :

1. تخطیط الإستراتیجیة المقترحة القائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة لتنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة.

2. التعرف على فاعلیة استراتیجیة مقترحة قائمة على القراءة البصریة فی تدریس التربیة الفنیة لتنمیة التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة

 

أهمیة الدراسة

1. تحدید لمهارات القراءة البصریة والتفکیر الناقد اللازمة لمتعلمات المرحلة المتوسطة من خلال مقرر التربیة الفنیة .

2. مساعدة مخططی المناهج على اختیار استراتیجیات مناسبة عند تنظیم محتوى مناهج التربیة الفنیة

3. تقدیم مقیاس لمهارات التفکیر الناقد ؛کی یساعد معلمات التربیة الفنیة للاسترشاد به فی تقییم إنتاج المتعلمات .

فروض الدراسة  :

      یوجد فرق دال إحصائیاًّ عند مستوى الدلالة (0.05) بین متوسطی درجات الطالبات ( عینة الدراسة ) فی القیاسین القبلی والبعدی لمهارات التفکیر الناقد  لصالح التطبیق البعدی

حدود الدراسة :         

تقتصر هذه الدراسة على :

1. مجال التصمیم لکونه من الموضوعات الرئیسیة فی المنهج ولأکثر من صف دراسی .

2. مهارات التفکیر الناقد فی مهارة ( الاستنتاج ، التنبؤ بالافتراضات ، تقویم المناقشات، التفسیر ، الاستنباط).

3. الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1432-1433هـ

4. طالبات الصف الثانی المتوسط بالمدینة المنورة .

مصطلحات الدراسة :

-         القراءة البصریة (Visual Reading):

ذکر حسنی ( د، ت) أن القراءة البصریة : هی " التی یعتمد على ما تراه العین وما یتم إرساله من شریط من المعلومات المتتابعةالحدوث)المشاهدة( إلى المخ ؛ حیثیقوم العقل بترجمتها بطریقته الخاصة (1ص).

وتعرف الباحثة القراءة البصریة بأنها : عبارةعن مجموعة من المهارات والأدوات البصریة والتی تمکن المتعلمة من تحصیل المعلوماتوإدراک الأفکار ، والتعامل معها التعبیرعنها من خلال ما یعرض علیها من بصریات.

-         التفکیر الناقد( Critical Thinking ):

ویعرف إبراهیم (2005م) التفکیر الناقد بأنه : " العملیاتالعقلیةوالإستراتیجیاتالتییستخدمهاالمتعلملکییصدر أحکاماًویتخذقرارات، ویعطیاستنتاجاتلمایراهفیالمواقفالمختلفة،وهویتضمن مهاراتبعینها. "  ص 369 .وأهم مهارات التفکیر کما ذکرها عبید وعفانه (2003م) ، ص 55) هی :

1. الاستنتاج (Deduction): أی تلک القدرة العقلیة التی تستخدم ما نملکه من معارف ومهارات للتمییز بین درجات صحة أو خطأ نتیجة ما تبعاً لدرجة ارتباطها بمعلومات معطاة .

2. التنبؤ بالافتراضات ( Hypotheses Prediction ): أی القدرة على تحدید الافتراضات التی تصلح کحل مشکلة أو رأی فی القضیة المطروحة .

3. تقویم المناقشات (Evaluating Discussions): أی القدرة على التمییز بین مواطن القوة والضعف فی الحکم على قضیة أو واقعة فی ضوء الأدلة المتاحة .

4. التفسیر( Interpretation ) : أیالقدرةعلىتفسیرالموقفککللإعطاءتبریرات،واستخلاصنتیجةما فیضوءالوقائعالموجودةالتییقبلهاالعقل.

5. الاستنباط( Elicitation ) : أیالقدرةعلىاستنباطمعلوماتجدیدةبناءًاعلىمعلوماتمعروفةأو معروضة.

ویمکن تعریف التفکیر الناقد إجرائیاًّ بأنه :" عملیة یقوم بها المتعلم بتحلیل المعلومات ، وتقویم صحتها ، والوصول إلى استنتاجات واضحة مستخدماً مهارات (الاستنتاج، والتنبؤ بالافتراضات ، وتقویم المناقشات، والتفسیر، والاستنباط )، وتقاس عن طریق مقیاس خاص بالتفکیر الناقد" .

-        التربیة الفنیة Art Education   :

هی ما یقوم به المتعلم من الأنشطة الفنیة المختلفة فی مجالات الفنون الجمیلة أو التطبیقیة مع الاستفادة من مختلف العلوم الإنسانیة الحدیثة ، وذلک من خلال ما یدرسه المتعلمون فی مراحل التعلیم العام من فنون الرسم والتصویر والتصمیم والخزف والنجارة والمعادن الجلد والنسیج والطباعة (شوقی، 2000م، ص 35) .

خطوات الدراسة :

-        الاطلاع على الکتب والبحوث التی تناولت المهارات البصریة والتفکیر الناقد .

-        إعداد الإطار النظری للدراسة .

-        بناء الإستراتیجیة المقترحة القائمة على القراءة البصریة ، وعرضها على مجموعة من المحکمین ، وإجراء التعدیلات المناسبة .

-        إعداد اختبار التفکیر الناقد وعرضه على مجموعة من المحکمین ، وإجراء التعدیلات المناسبة .

-        القیام بالتجربة الاستطلاعیة لاختبار التفکیر الناقد على مجموعة من طالبات الصف الثانی المتوسط فی مدرسة مختلفة عن مدرسة التطبیق ، وذلک لتحدید الثبات والصدق .

-        اختیار عینة الدراسة لتطبیق الدراسة .

-        التطبیق القبلی لاختبار التفکیر الناقد على عینة الدراسة .

-        التدریس باستخدام الإستراتیجیة المقترحة لعینة الدراسة .

-        التطبیق البعدی لاختبار التفکیر الناقد على عینة الدراسة .

-        معالجة النتائج إحصائیاً وتحلیلها وتفسیرها

-        تقدیم التوصیات والمقترحات .

أدبیات الدراسة :

أولًا: الاطار النظری :

-        القراءة البصریة  :

انطلاقاً من أن أکثر من (75%) من المعرفة یصل عن طریق البصر؛ لذلک زاد الاهتمام فی الوقت الحالی بتحلیل البصریات والتعرف إلى أشکالها المختلفة  .

ویعد تنمیة الجانب البصری لدى المتعلمین من العوامل التی تساعد على تنمیة التفکیر لدیهم، وتحسن أدائهم وبالتالی تقوى عملیة التعلم لدیهم؛ حیث نجد ضمن نظریة الذکاءات المتعددة - الذکاء البصری - والذی یتم من خلال الاعتماد على الأشکال والرسوم والصور ( حسین 2003م، ص 148) .کما أن التعلم من خلال الصورة یعد نمطاً من أنماط التفکیر الذی ینشأ من استثارة العقل بمثیرات بصریة یترتب علیها إدراک العلاقات التی تساعد على الحلول للمشکلات المختلفة .

فقد ذکر محمد وسعید (2006م، ص 855) :أن القراءة البصریة هو قدرة الفرد على الاستفادة مما یعرض علیه من بصریات لإحداث تغییرات سلوکیة مرغوبة ، ولا شک أن ذلک یرتبط بالضرورة بقدرة الفرد على قراءة البصریات، واکتساب المعلومات وتکوینها نتیجة لتفاعله معها ، یعنی أن هذا الأمر یستلزم حدوث عملیة تفاعل من الفرد والأشکال البصریة التی تعرض علیه ، ویمکن أن تشتمل البصریات ذاتها على عناصر تتطلب التفاعل، وهذا ما یجب أن یراعیه مصمم ومستخدم الأشکال البصریة حسب طبیعة الأهداف المنشودة لکل نشاط تعلیمی / تعلمی بهدف زیادة فعالیتها وکفاءتها .

کیف نتمکن من قراءة الأشکال البصریة ؟

یستطیع المتعلم البصری أن یحصل على معلومات أکثر من خلال الصور والرسوم والأشکال والمخططات الإلکترونیة مقارنة بالمعلومات التی تعتمد على اللفظ؛ سواء أکان هذا تحریریًّا أم شفهیًّا، ومن ثم فإن أغلب المتعلمین الذین یفضلون التربیة الفنیة یکونون متعلمین بصریین، وعلى هذا ینبغی أن تتوفر لدیهم  مهارة قراءة الصور والرسوم التوضیحیة الإلکترونیة.

ویقصد بمهارة قراءة الصور والرسوم التوضیحیة : مدى تمکن المتعلم من ملاحظة ووصف محتوى الصورة أو الرسمة، وتفسیر مضمونها، واستنتاج ما تحمله من مفاهیم وأفکار وقیم وعلاقات وغیرها، واستدعاء هذه المکونات وما یرتبط بها، وتحویلها إلى کلام منطوق أو مکتوب (رسوم). وتتضح بعض مهارات قراءة الأشکال البصریة فی التالی:

1 -         مهارة تعرف الشکل ووصفه: وتعنی القدرة على تحدید أبعاد الشکل المعروض.

2 -         مهارة تحلیل الشکل: وتعنی القدرة على رؤیة العلاقات فی الشکل وتحدید خصائص تلک العلاقات.

3 -         مهارة ربط العلاقات فی الشکل: وتعنی القدرة على الربط بین عناصر العلاقات فی الشکل وإیجاد التوافقات بینها والمغالطات فیها.

4 -         مهارة إدراک الغموض وتفسیره: وتعنی القدرة على توضیح الفجوات والمغالطات فی العلاقات والتقریب بینها.

مهارة استخلاص المعانی: وتعنی القدرة على استنتاج معان جدیدة، والتوصل إلى مفاهیم ومبادئ علمیة من خلال الشکل المعروض، مع مراعاة احتواء هذه المهارة للمهارات السابقة، إذ إن هذه المهارة هی محصلة للمهارات السابقة) .عبدالمجید ، 2011م، ص 1)

ممیزات القراءة البصریة :

للقراءة البصریة العدید من الممیزات؛ من أهمها ما ذکره ( ربحی ، 2006م، ص 27) وهی کالتالی:

  • یحسن ویسرع التفاعل بین المتعلمین.
  • یدعم طرقاً جدیدة لتبادل الأفکار.
  • یسهل من إدارة الموقف التعلیمی.
  • یعمق التفکیر وبناء منظورات جدیدة.
  • ینمی مهارات حل المشکلات لدى المتعلمین .

کما تبین دراسة مدیحة  محمد (2004م ، ص 19 ) أن للغة البصریة عدید من المیزات؛ منها:

  • تحمل الکثیر من المعانی التی قد یحتاج التعبیر عنها استخدام العدید من الکلمات.
  • یسهل تذکر المعلومات المتضمنة بها واستقبالها لفترة طویلة جداًّ، فلقد ثبت علمیًّا أن الإنسان یتذکر( 20 % ) مما یقرؤه ، و( 30 % ) مما یسمعه، و( 40 % ) مما یراه،        و(  50 % ) مما یقوله، أی إن ما یراه الإنسان یکون أدوم فی الذاکرة مما یقرؤه.
  • اللغة البصریة لغة عالمیة یفهمها الإنسان باختلاف لغته أو لهجته.
  • تساعد على فهم النص المکتوب المصاحب لهذه اللغة .
  • تنمی قدرة الفرد على التفکیر وإدراک العلاقات المتضمنة بها.
  • إن هذه اللغة البصریة کی یتمکن منها التلمیذ لابد أن یمارس العدید من الأنشطة البصریة المتنوعة ولا یقتصر على نمط واحد منها.

     من خلال ذلک یتبن لنا أهمیة القراءة البصریة کمصدر رئیس للتعلیم، وهذا یعنی حدوث عملیة تفاعل بین المتعلم والأشکال البصریة التی تعرض علیه ، ویمکن أن تشمل البصریات ذاتها على عناصر تتطلب التفاعل، وهذا ما یجب أن یراعیه مصمم ومستخدم الأشکال البصریة حسب طبیعة الأهداف المنشودة لکل نشاط تعلیمی / تعلمی بهدف زیادة فعالیتها وکفاءتها .

- التفکیر الناقد

هناک العدید من التعاریف الواردة للتفکیر الناقد؛ منها :

تعریف رفعت بهجات (2001م) بأنه: " عملیة تحلیل للمشکلة، وفحصها، وتقویمها؛ لاستنتاج وترکیب أفکار جدیدة للأشیاء التی تمکن المتعلم من اتخاذ القرارات المختلفة داخل هذا العالم التکنولوجی المعقد " ص 20.

کما عرفه محمود (2006م) بأنه: " استخدام المهارات الأساسیة للتفکیر؛ لتحلیل القضایا، والوصول إلى استبصارات حول معانٍ وتفسیرات معینة، والتوصل إلى أنماط من الاستدلال المعطى والمناسب ، وفهم الافتراضات ووجهات النظر ومواقف معینة، بالإضافة لتقویم الحجج "ص 140

کما عرفه واطسن وجلیسیر (1987)Watson&Glaser بأنه: " المحاولة المستمرة لاختبار الحقائق فی ضوء الأدلة التی تستند علیها، ویتضمن التالی : معرفة طرق البحث المنطقی التی تساعد على تحدید قیمة مختلفة الأدلة ، والتوصل إلى نتائج سلیمة ، واختبار صحة النتائج ، وتقویم المناقشات بطریقة موضوعیة ، وتعرف الافتراضات وتفسیر البیانات " (االدردیر ،2004، ص149) . 

وبذلک یمثل التفکیر العملیات العقلیة والاستراتیجیات التی یستخدمها المتعلم لکی یصدر حکماً، ویتخذ قرارات معینة ، ویعطی تفسیرات منطقیة للواقع فی مواضیع مختلفة .

ونتوصل مما سبق إلى أن التفکیر الناقد عملیة عقلیة تقوم على التفکیر التأملی الاستنتاجی والتی تمکن المتعلم  من المشارکة فى حوار داخلی مع الصورة ،والرسوم، والنص ؛  للوصول  إلى وراء ما هو معطى من خلال التحلیل، والتقویم، والاستنتاج، وتفسیر وترکیب أفکار تمکنه من تأکید قیمتها ومناسبتها وفائدتها ثقافیّاً, واجتماعیّاً, وسیاسیّاً, واقتصادیّاً...  وفق معاییر الوضوح, والصحّة, والدقّة, والارتباط, والعمق, والاتساع, والعدالة, والثبات, والمنطق. وفی ضوء ما ذکر من تعریفات للتفکیر الناقد، فإن الباحثة تتبنى تعریف "واطسن واجلسر" ؛ حیث یقع ضمن حدود الأداة المستخدمة فی هذه الدارسة،

معاییر التفکیر الناقد :

المعاییر: هی تلک الصفات العامة المتفق علیها لدى الباحثین فی مجال التفکیر ، والتی تتخذ أساساً فی الحکم على نوعیة التفکیر الذی یمارسه المتعلم فی معالجته للمشکلة أو الموضوع المطروح . وهی بمثابة موجهات لکل من المعلم والمتعلم ، ینبغی ملاحظتها والالتزام بها فی عملیة التفکیر بشکل عام ،والتفکیر الناقد بشکل خاص ، وقد وضح أبو مهادی ( 2011م، ص 32) سبعة معاییر مستخدمة بشکل واسع فی التفکیر الناقد :

1 -         الوضوح : یعتبر الوضوح من أهم معاییر التفکیر الناقد باعتباره المدخل الرئیس لباقی المعاییر، فإذا لم تکن العبارة واضحة ؛ فلن نستطیع فهمها ، ولن نستطیع معرفة المقاصد منها ، وبالتالی لا نستطیع الحکم علیها بأی شکل من الأشکال ؛ لذلک ینصح المعلم بالإکثار من الأسئلة الاستیضاحیة عندما لا تکون العبارات واضحة .

2 -         الصحة : ویقصد بالصحة: أن تکون العبارة صحیحة وموثقة ، وقد تکون العبارة واضحة وغیر صحیحة ؛ فمثلا نقول : " معظم النساء فی العالم العربی یعمرن أکثر من( 65 )سنة : لابد أن یستند هذا الکلام إلى معلومات رسمیة موثقة .

3 -         الدقة : یقصد بالدقة فی التفکیر بصورة عامة إعطاء الموضوع حقه من المعالجة ، والتعبیر عنه دون زیادة أو نقصان . ویعرف هذا المعیار فی فنون البلاغة العربیة بـ " المساواة" ،ومعناه: أن تکون الألفاظ على قدر المعنى أو على قدر الفکرة بالضبط .

4 -         الربط : ویعنی مدى العلاقة بین السؤال أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشکلة المطروحة . ویمکن للمعلم أو المتعلم أن یحکم على مدى الارتباط أو العلاقة بین المشکلة .

5 -         العمق : تفتقر المعالجة الفکریة للمشکلة أو الموضوع فی کثیر من الأحوال إلى العمق المطلوب، الذی یتناسب مع تعقیدات المشکلة أو الموضوع ؛ فمثلاً: مشکلة التدخین مشکلة معقدة؛ نتیجة ارتباطاتها ومضاعفاتها التی تتجاوز الفرد إلى المجتمع ، فإذا استخدمنا عبارة:  "السمنة ضار بالصحة" لحث المراهقین والشباب على الحفاظ على الوزن السلیم، ثم توقفنا عند هذا الحد ؛ فإن تفکیرنا ینقصه العمق المطلوب لمعالجة المشکلة ، بالرغم من أن العبارة واضحة ودقیقة ومرتبطة بالموضوع .

6 -         الاتساع : ویوصف التفکیر الناقد بالاتساع أو الشمولیة عندما تؤخذ جوانب المشکلة أو الموضوع بالاعتبار .

7 -         7- المنطق : هو المعیار الذی استند إلیه الحکم على نوعیة التفکیر . ویقصد بالتفکیر المنطقی: تنظیم الأفکار وتسلسلها وترابطها یؤدی إلى معنى واضح ، أو نتیجة مترتبة على حجج معقولة . وبالنظر إلى تلک المعاییر نجد أنها تساعد الطلاب على اکتساب مهارات کثیرة؛ منها: مهارات لغویة، ومعرفیة، واتصالیة، واجتماعیة، وغیرها؛ لذا فإن على المعلم التأکید على هذه المعاییر أثناء مناقشاته ومحاوراته مع طلابه؛ حتى یغرس فی نفوسهم هذه المعاییر، وتصبح طریقة وسلوکاً متبعاً فی حیاتهم لحل مشکلاتهم المختلفة .

الأهمیة التربویة للتفکیر الناقد :

یعد التفکیر الناقد أحد أهم أهداف التدریس التی ینبغی تنمیتها لدى المتعلمین ؛ حیث یجب أن یتعود المتعلمون على النقد، والدقة، والوضوح، والقدرة على اتخاذ القرارات المختلفة، والقدرة على مواجهة التیارات الفکریة والثقافیة المتناقضة ، ویؤکد ذلک ( فیکتور کوین و ترافیس وود    1997)Victotor Quin &Travis Wade)؛ حیث رأوا ضرورة تنمیة التفکیر الناقد لدى المتعلمین؛ وذلک لحمایة عقولهم من التأثیرات الثقافیة الضارة والمنتشرة فی المجتمع .کما أکدوا على أن التفکیر یساعد المتعلم على استیعاب المعارف والآراء المتعددة بعد التثبت من صدقها، والقدرة على تبنی اتجاهات وآراء ، والقدرة على التمییز بین الآراء التی تستند إلى أدلة منطقیة والآراء الضعیفة (خلیل، 2012م، ص 44) .

وقد أجمع المهتمون بالتفکیر الناقد على أهمیته التربویة ، وتعلل فادیه الخضراء (2005م، ص 115) ذلک للأسباب التالیة :

  • التفکیر الناقد یحول عملیة اکتساب المعرفة من خاملة إلى عملیة نشطة تساعد على إتقان أفضل للمحتوى وفهم أعمق  .
  • التفکیر الناقد یساعد المتعلمین على اکتساب مهارات متعددة؛ منها :القدرة على مواجهة المشکلات، وتحدیات المجتمع .
  • التفکیر الناقد یساعد المتعلمین على القدرة على الحکم على المشکلات المختلفة، ووضع الحلول بعیداً عن الانقیاد العاطفی والتطرف فی الرأی .

کما أشار الطیطی (2004م، ص 182) إلى أن مجتمع الیوم یتغیر بسرعة إلى درجة أن المتعلمین أصبحوا بحاجة إلى اتخاذ القرارات الحاسمة لمواجهة المشکلات التی تعترضهم فی حیاتهم؛ سواء کانت مشکلات مجتمعیة، أو مشکلات ذات طبیعة شخصیة .

والتفکیر الناقد یساعد على حمایة عقول المتعلمین من التأثیرات الثقافیة الضارة نتیجة الانفتاح الثقافی ، والقدرة على حل المشکلات بناء على ما یتوافر من معلومات وأدلة، وبالتالی یصبح المتعلم أکثر مرونة وبعداً عن التعصب والجمود فی مواجهة هذه المشکلات .( عبدالسمیع ، سهیر حواله ، 2005م، ص 218) .

کما أن التفکیر الناقد یحبب إلى المتعلمین الجو الصفی الذی یسوده الأمن والدیمقراطیة والتسامح والتقبل، ویرجع ذلک إلى المبادئ والأسس الأخلاقیة التی یقوم علیها ، فهو یساعد المتعلم على الإحساس بالآخرین ، وفهم طریقة تفکیرهم وتحلیلهم للأمور، وکذا التمییز بین الأفکار وإدراک العلاقات بینها . ( الأکلبی ، 2008م، ص 103) .

من خلال ذلک یتبین لنا أهمیة تنمیة التفکیر الناقد للمتعلمین، کما یتضح لنا أنه على معلم التربیة الفنیة دور کبیر ینبغی أن یقوم به على أکمل وجه لیستطیع تحقیق الأهداف المنشودة فیما یخص التفکیر الناقد.

خطوات التفکیر الناقد :

أشار عبد العزیز (2009م، ص 110) إلى أن هناک مجموعة من الخطوات التی یجب على المعلم اتباعها کی یحقق مهارات التفکیر الناقد؛ وهی :

1 -         الدقة فی ملاحظة الأحداث من حیث وقوعها .

2 -         جمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث.

3 -         عرض الآراء المختلفة و المرتبطة بالموضوع .

4 -         الحوار والمناقشة للآراء المختلفة؛ لتحدید الصحیح من الخاطئ .

5 -         تمییز نواحی القوة و الضعف فی الآراء المتعارضة .

6 -         تقییم الآراء بطریقة موضوعیة .

7 -         البرهنة على صحة الحجج و الأدلة .

8 -          الرجوع إلى مزید من المعلومات إذا ما اقتضى الأمر ذلک .

9 -         البعد عن العوامل الشخصیة فی التقییم .

وترى الباحثة أن هذه الخطوات تنمی العدید من القدرات البصریة والعلمیة عند الطالب؛ مثل: القدرة على الملاحظة، واستخلاص النتائج بطریقة صحیحة، مما ینمی مهارات التفکیر الناقد

ثانیا ً : الدراسات السابقة:

المحور الأول :  الدراسات المرتبطة بالقراءة البصریة.

أجرت نعیمة أحمد وسحر عبد الکریم( ٢٠٠١ )دراسة هدفت إلى معرفة أثر المنطق الریاضی والتدریس بالمدخل البصری فی أنماط التعلم والتفکیر، وتنمیة القدرة المکانیة، وتحصیل تلامیذ الصف الثانی الإعدادی فی مادة العلوم، وکان من أهم نتائج الدراسة فاعلیة التدریس بالمدخل البصری المکانی فی تنشیط وظائف النمط الأیمن ووظائف النمط المتکامل.

وجاءت دراسة عفانة( ٢٠٠١ ) لمعرفة أثر استخدام المدخل البصری فی تنمیة القدرة على حل المسائل الریاضیة والاحتفاظ بها لدى طلبة الصف الثامن الأساسی بغزة، وکان من أهم نتائج الدراسة: أنه توجد فروق جوهریة فی القدرة على حل المسائل الریاضیة بین طلبة المجموعتین التجریبیة الذین تعلموا الریاضیات بإستراتیجیة المدخل البصری، والضابطة الذین تعلموا الریاضیات بإستراتیجیة المدخل التقلیدی ، لصالح طلبة المجموعة التجریبیة.

کما قامت کاثرین (, 2001 . Catherine) بدراسة تهدف إلى تقدیم تصور عن الأدوات التقنیة للتفکیر البصری وکیفیة توظیفها؛ حیث تمیل نظم التعلیم إلى تأکید الأنماط العددیة والرمزیة والشفویة للتعلم، ومع ذلک هناک موجة للتغییر فی التعلیم بتأکید متزاید على معرفة القراءة والکتابة البصریة، وبذلک یکون البحث قد هدف لإعطاء نظرة عامة من نظریات حالیة تبحث فی التفکیر البصری وعلاقته بالتعلیم، کما قدمت أمثلة متنوعة من التقنیات التی یمکن أن تحسن البعد البصری للاتصال والتعلم المتفاعل؛ مثل: تقنیات الحاسوب ..... إلخ ..

وقامت مدیحة محمد( ٢٠٠١ ) باقتراح برنامج فی الریاضیات لتنمیة التفکیر البصری لدى الطالب الأصم فی المرحلة الابتدائیة، وأظهرت النتائج فعالیة البرنامج المقترح فی تنمیة التفکیر البصری لدى عینة البحث.

وقد أجرت جین (, 2004  Jean ) دراسة تهدف إلى التعرف على أثر استخدام التفکیر البصری المصمم ببیئة الإنترنت على تعلم العلوم؛ وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن التفکیر البصری من خلال الإنترنت لدى الطلبة أدى إلى تعلم المفاهیم العلمیة.

واستهدفت دراسة محمد و سعید (2006م) التعرف على مهارات الثقافة البصریة الملائمة لمتطلبات إعداد طلاب شعبة تکنولوجیا التعلیم من خلال مقررات التذوق الفنی ، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة.

کما قام ربحی بدراسة (2006م) هدفت إلى التعرف على فاعلیة استخدام برمجیات تعلمیة على التفکیر البصری والتحصیل فی التکنولوجیا لدى طالبات الصف الحادی عشر ،

وقد أشارت نتائج البحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التحصیل  واختبار التفکیر البصری بعد إجراء التجربة لصالح المجموعة التجریبیة.

 

المحور الثانی :الدراسات المرتبطة بالتفکیر الناقد .

أجرت مدیحة السید (2001م) دراسة استهدفت التوصل إلى تصور لبرنامج یعمل على تنمیة التفکیر الناقد لدى الطالب / المعلم من خلال التربیة العملیة ، ومعرفة مدى أثره فی تنمیة قدرات النقد والتذوق الفنی لدى التلامیذ، وأیضاً تنمیة التحصیل لدیهم توصلت إلى مجموعة من النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین طلاب المجموعة التجریبیة وطلاب المجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجریبیة فی مستوى التعبیر الفنی فی مجال الرسم و التصویر .

وأجرت جولدبیرع( Goldberger,1991) دراسة هدفت إلى تقویم أثر برنامج تدریسی یتضمن مهارات التفکیر الناقد فی القدرة علیه، وأظهرت نتائج تحلیل التباین المصاحب( ancova )  أن أداء الإناث على قبلی – بعدی کان أفضل من أداء الذکور فی التطبیق القبلی والبعدی .

کما أجرى الحربی (2009م) دراسة هدفت إلى معرفة فعالیة برنامج تدریبی مقترح لمعلمی التاریخ فی تنمیة مهارات التفکیر الناقد والتحصیل الدراسی لدى طلابهم فی المرحلة الثانویة بمحافظة ینبع التعلیمیة .وتوصلت الدراسة إلى وجود دلالة إحصائیة تشیر إلى فعالیة البرنامج المقترح فی تنمیة مهارات التفکیر الناقد لدى الطلاب ، وکذلک تنمیة التحصیل الدراسی .

کما قام نصار (2009م) بدراسة هدفت إلى التعرف على أثر استخدام الألغاز فی تنمیة التفکیر الناقد فی الریاضیات والمیل نحوها لدى تلامیذ الصف الرابع الأساسی بغزة . ، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة التجریبیة فی اختبار التفکیر الناقد فی الریاضیات  والمجموعة الضابطة لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.

واستهدفت دراسة  وفاء الخطیب (2009م) التعرف على فاعلیة تطویر وحدة من مقرر التاریخ فی ضوء الذکاءات المتعددة  على التحصیل الدراسی والتفکیر الناقد لطالبات الصف الثالث الثانوی بمدینة مکة المکرمة. وتوصلت الباحثة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین طالبات المجموعة الضابطة وطالبات المجموعة التجریبیة لصالح المجموعة التجریبیة فی الاختبار التحصیلی واختبار التفکیر الناقد.

وقام شعبان (2010م) بدراسة تهدف إلى معرفة و تقصی أثر إستراتیجیة التدریس بالأقران على تنمیة مهارات التفکیر الناقد فی الریاضیات لدى طالبات الصف الحادی عشر قسم العلوم الإنسانی( الأدبی) و توصلت الدراسة إلى

-        توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعة الضابطة وقریناتهن طالبات المجموعة التجریبیة فی مهارات التفکیر الناقد فی الریاضیات لصالح المجموعة التجریبیة .

کما قامت میادة أبو منادیل (2011م) بدراسة هدفها التعرف على فعالیة إثراء وحدة مقترحة فی مادة الجغرافیا  بمهارات التفکیر الناقد لدى طالبات الصف الثانی عشر واتجاهاتهن نحوها . وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة لصالح المجموعة التجریبیة .

التعلیق على الدراسات السابقة :

فی ضوء استعراض الباحثة للدراسات والبحوث العربیة والأجنبیة منها التی أتاحت للباحثة الاطلاع على ما یختص بالقراءة البصریة والتفکیر الناقد ، فقد وجدت الباحثة أن هذه الدراسات تتمیز بالآتی :

1 -         أن هناک اتفاقاً فی نتائج الأبحاث والدراسات السابقة حول فاعلیة التعلم والتفکیر البصری؛  مثـل: دراسـة کـل من : (نعیمة أحمد ،وسحر عبد الکریم، ٢٠٠١ م)، و( مدیحة حسن ،٢٠٠١ م)، و(جین Jean, 2004م).

2 -         تتفق الدراسة الحالیة مع معظم الدراسـات السابقة فی کونها شبه تجریبـیة ، کما أنها تختلف فی نـوع المـادة العلمیة ( التربیة الفنیة).

3 -         تؤکد تلک الدراسات على أهمیة استخدام التعلم والتفکیر البصری فی التعلیم؛ وخاصة تعلیم المرحلة المتوسطة؛ خصوصاً أن مثل هذه الدراسة لم تطبق – فی حدود علم الباحثة – فی تعلیم البنات فی المملکة العربیة السعودیة؛ وخاصة فی المرحلة المتوسطة ؛ وإنما تم تطبیقها على بیئات عربیة أخرى؛ مثل: المملکة الأردنیة الهاشمیة فی المرحلة الإعدادیة وهـذا ما أوضـحته دراسة( نعیمة أحمد ،وسحر عبد الکریم ،٢٠٠١م ). کما أنها طبقت فی بیئات أجنبیة مختلفة ومراحل تعلیمیة مختلفة؛ مثل: دراسة:  و(جین Jean, 2004 م ) .

4 -         أوضحت معظم الدراسات وجود فـروق لصالح التطبیق البعدی .

أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة :

تمثلت الاستفادة من الدارسات السابقة فیما یأتی :

1-  الاستفادة من الجزء النظری فی تلک الدارسات الذی ساعد على إثراء الإطار النظری للدراسة الحالیة .