نموذج تدريسي قائم على مدخل الأحلام لتنمية جدارات ريادة الأعمال وتحسين جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعليم الفني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

شعبة بحوث التعليم الفني- المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية مناهج وطرق تدريس تعليم صناعي

المستخلص

هدف البحث إلى تَقَصِّي فاعلية نموذج تدريس قائم على نموذج الأحلام في تنمية جدارات ريادة الأعمال وتجويد مشروعات التخرج لدى طلاب التعليم الفني، وتم تحديد أسس وخطوات نموذج تدريسي قائم على نموذج الأحلام وتوظيفه في تنمية جدارات ريادة الأعمال الأساسية والبنائية وتجويد مشروعات التخرج، وإعداد دليل المعلم لتدريس الجدارات في مقرر مشروع التخرج، حيث تضمن الدليل مقدمة عن جدارات ريادة الأعمال، وتوصيف النموذج التدريسي، وکيفية اختيار مشروع التخرج في ضوء الحلم الجمعي والحلم البنائي، وکيفية تشکيل فريق المشروع، ووضع جدول زمني لإنجاز المشروع، ثم کيفية تقويم المشروع، وإعداد أدوات البحث المتمثلة في مقياس جدارات ريادة الأعمال الأساسية (الذاتية والعقلية) والبنائية (الفنية والمهارية المتخصصة والتفاعلية)، وإعداد قائمة معايير الجودة التي يتم وفقًا لها تقييم مشروعات التخرج لطلاب التعليم الصناعي، کما تم قياس الصدق والثبات لأدوات البحث، وتم اختيار فصلين بالمدرسة؛ أحدهما يمثل المجموعة التجريبية والآخر يمثل المجموعة الضابطة، کما تم تهيئة المعلمين المشارکين للتجربة الميدانية، وکان من أهم النتائج فاعلية نموذج تدريس قائم على مدخل الأحلام في تنمية جدارات ريادة الأعمال، وتحسين جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعليم الصناعي، وکذلک وجود علاقة ارتباطية موجبة وقوية بين جدارات ريادة الأعمال وجودة مشروعات التخرج للطلاب.

 

 

نموذج تدریسی قائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتحسین جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی 

 

 

 

د. أمانی صلاح محمد علی

شعبة بحوث التعلیم الفنی- المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة

مناهج وطرق تدریس تعلیم صناعی

 

 

نموذج تدریسی قائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتحسین جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی

ملخص البحث:

هدف البحث إلى تَقَصِّی فاعلیة نموذج تدریس قائم على نموذج الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی، وتم تحدید أسس وخطوات نموذج تدریسی قائم على نموذج الأحلام وتوظیفه فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال الأساسیة والبنائیة وتجوید مشروعات التخرج، وإعداد دلیل المعلم لتدریس الجدارات فی مقرر مشروع التخرج، حیث تضمن الدلیل مقدمة عن جدارات ریادة الأعمال، وتوصیف النموذج التدریسی، وکیفیة اختیار مشروع التخرج فی ضوء الحلم الجمعی والحلم البنائی، وکیفیة تشکیل فریق المشروع، ووضع جدول زمنی لإنجاز المشروع، ثم کیفیة تقویم المشروع، وإعداد أدوات البحث المتمثلة فی مقیاس جدارات ریادة الأعمال الأساسیة (الذاتیة والعقلیة) والبنائیة (الفنیة والمهاریة المتخصصة والتفاعلیة)، وإعداد قائمة معاییر الجودة التی یتم وفقًا لها تقییم مشروعات التخرج لطلاب التعلیم الصناعی، کما تم قیاس الصدق والثبات لأدوات البحث، وتم اختیار فصلین بالمدرسة؛ أحدهما یمثل المجموعة التجریبیة والآخر یمثل المجموعة الضابطة، کما تم تهیئة المعلمین المشارکین للتجربة المیدانیة، وکان من أهم النتائج فاعلیة نموذج تدریس قائم على مدخل الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال، وتحسین جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الصناعی، وکذلک وجود علاقة ارتباطیة موجبة وقویة بین جدارات ریادة الأعمال وجودة مشروعات التخرج للطلاب.

 

 

 

 

 

 

 

Dream-Approach Educational Model for Development of the Competences of Entrepreneurship and improve the Quality of Graduation Project of Vocational Education Students

Summary:

The goal of this research is to investigate the efficacy of the dream-approach educational model, where its steps and basis have been applied for the purpose of the development of the Competences of entrepreneurship and improve the quality of graduation project of vocational education students, and preparing a guide for teachers to teach the main Competences of entrepreneurship in the graduation project curriculum. This guide consist of an introduction regarding entrepreneurship, describing the educational model, how to choose a graduation project following the structuring and collective dreams, how to form a team for the project with a valid timeline and how to evaluate the final project. It also provides research tools for measuring the Competences of entrepreneurship (personal and mental) and its structure (technical and interactive skills). It provides a list of standards for quality assurance measures by which the project is graded along with its validity and reliability. Two classes were chosen; one which was the experimental and the other was a control group. One of the main goals was testing the efficacy of the dream approach educational model in the development of the Competences of entrepreneurship and improve the quality of graduation project of industrial education students and proving the presence of a strong direct relation between the entrepreneurship and the quality of the graduation projects.

نموذج تدریسی قائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتحسین جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی

مقدمة

یمثل التعلیم الفنی القاطرة البشریة لإنتاج الفنیین الذین یمکن أن یقودوا البلاد إلى التنمیة، ولابد لهذه القاطرة من الاشتغال وفق منظومة تعلیمیة متکاملة ذات قدرة على التکیُّف مع محیطها المحلی والعالمی، وفی هذا الصدد تعتبر مشاریع التخرج إحدى أهم الرکائز الأساسیة التی تکتمل بها المنظومة التعلیمیة؛ حیث یکون ضمن خطة إعداد طلاب التعلیم الفنی نظام الخمس سنوات إنجاز "مشروع" کأحد المتطلبات الرئیسیة والأخیرة لحصول الطالب على الدبلوم من خلال مقرر "مشروع التخرج" ضمن الخطة الدراسیة، کما تقرر تطبیق نظام مشروع التخرج على طلاب الصف الثالث الثانوی الفنی "نظام الثلاث سنوات" کشرطٍ لدخول هؤلاء الطلاب الامتحانات العملیة،مع تخصیص درجات لاجتیاز المشروع أسوةً بطلاب نظام السنوات الخمس؛ ویهدف مقرر "مشروع التخرج " إلى تدریب الطلاب على إقامة المشروعات وإعداد دراسات جدوى وطرح أفکار قابلة للتطبیق من خلال العمل الجماعی.

وتعتبر مشاریع التخرج المنطلق الأساسی - لطلاب المراحل الدراسیة المنتهیة – لمستقبل مهنی ناجح؛ وذلک لکونها اختبارًا حقیقیًّا لمهاراتهم فی تحلیل المشاکل وابتکار حلول جدیدة لها, وتجربة فعلیة هامة للطالب تکون مقدمة للحیاة العملیة له بعد التخرج (Ivanov,2011)، وتأتی أهمیة مشروع التخرج لیس فقط من کونه عاکسًا لقدرات الطالب ومهاراته، ولکن أیضًا لما له من أهمیة فی تنمیة روح الفریق والعمل الجماعی (طارق الأعوج، 2017)، وإتقان ممارسات العمل المماثلة للواقع العملی، وتعرُّف سبل إنتاج مشروع صغیر ریادی، وتوجیه الطلاب لیکونوا رجال أعمال وأصحاب مشروعات فی المستقبل (Kapusuz,2014)، إضافةً إلى أن مشروعات التخرج تعد مدخلاً أساسیًّا للتدریب على إعداد المشروعات الصغیرة والمتناهیة الصغر وإدارتها وتسویقها؛ حیث تمثل محرکًا رئیسیًّا للنمو الاقتصادی العالمی (Alpert,2009).

وقد أوصى محمد النجار (2017)  بأهمیة تحسین مشروعات التخرج الطلابیة وتحسین تسویقها، "لتصبح ذات قیمة شرائیة یمکن تسویقها؛ وذلک من خلال طریقة تدریس مناسبة، بحیث یشارک المعلم طلابه أفکارهم ویمکِّنهم من اکتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات المتضمَّنة فی مناهجهم أثناء عملیة التعلم" (مها الشیمی 2010 )، کما أکدت دراسة (إحسان هلول، 2011) أهمیة إیجاد الحلول المناسبة للنهوض بمشروعات الطلاب، مع وضع معاییر خاصة لتقویمها وتحدید آلیة معینة للحفاظ علیها من الضیاع والتلف وخاصةً المتمیز منها، کما أکد شوقی محمد (2015) أهمیة تنمیة مهارات إنتاج مشروعات التخرج نظرًا لدورها فی مساعدة الطلاب على توفیر فرص عمل بعد تخرجهم.

وأظهرت دراسة (إیمان صلاح الدین، 2010) أهمیة الارتقاء بجودة مشروعات التخرج وتطویرها بشکل دائم، وزیادة قابلیتها للتفاعل مع قضایا المجتمع التنمویة، إلى جانب تدریب المعلم على المشارکة الفاعلة فی تحدیث المناهج وتکنولوجیا التعلیم وطرق التدریب المرتبطة بمشروعات التخرج، وکیفیة استخدام المدخل السلیم لتعرف الطلاب ماهیة مشاریع التخرج؛ لأن التوجیه السلیم یغرس روح الطموح والإبداع بین الطلاب لتخریج جیل فاعل یقع على عاتقه بناء المجتمع الحدیث والمتطور، کما أکد سلیمان الحسینی (2016) أهمیة تحسین جودة مشروعات التخرج المقررة على طلاب السنوات الدراسیة النهائیة کمدخل للتدریب على إقامة مشروعات ریادیة عند التخرج تمهیدًا لانطلاقه مباشرةً لسوق العمل کرائد أعمال، وکذلک لاستغلال الفرص من خلال المبادرات العدیدة المتاحة، مثل: مشروعک بإیدک، ومصنعک برخصته، والفوائد المخفضة من البنک المرکزی لمنفذی المشروعات الصغیرة.

وتعد جدارات ریادة الأعمال إحدى أهم المتغیرات المرتبطة بأداء الطالب/ الفنی فی إنجاز مشروع التخرج؛ ومن بین هذه الجدارات: الإبداع والابتکار فی تنفیذ فکرة مشروعه حتى وإن کانت فکرة تقلیدیة، والنظرة المستقبلیة للمشروع (Varela, 2001)

وفی نفس السیاق تعد ریادة الأعمال أحد أهم الوسائل لتدریب الطلاب على کیفیة تنظیم مشروع التخرج وإدارته بطریقة ریادیة (El-Khasawneh, 2008)، کما تسهم فی غرس الفکر الریادی فی أذهان الطلاب، وتحولهم من خریجین طامحین للعمل فی القطاع الحکومی أو الخاص إلى أشخاص مبتکرین یؤسسون المشاریع الخاصة ویدیرونها بأنفسهم (علویة الزبیر، وسلوى أبو ضیف 2018)، وتعزز قدراتهم التنافسیة، وتساعدهم فی بناء شبکة اتصال فاعلة بما یسهم فی إعدادهم لیکونوا رواد أعمال متمیزین (منى حمودة،2013).

وقد أظهرت العدید من الدراسات الارتباط القوی بین تمیز المشروعات وجودتها وعلاقتها الإیجابیة بریادة الأعمال؛ ومنها: دراسة (Turker & Senem, 2009) التی أکدت أن ریادة الأعمال تمثل مصدرًا مهمًّا لتولید أفکار جدیدة لدى رجال أعمال المستقبل، وکیفیة تحویل هذه الأفکار إلى مشاریع قابلة للتطبیق ومربحة، وبینت دراسة (سمیر أبو مدللة ومازن العجلة 2013) أن ریادة الأعمال تحقق المیزة التنافسیة المستدیمة للمشروعات سواء کانت فی صورة منتجات جدیدة، أو خدمات ذات قیمة مضافة، أو أسالیب إداریة وعملیة وتقنیة جدیدة، بالإضافة إلى أنها تسهم فی تزوید الطلاب بالمهارات اللازمة لعالم العمل التی تمکنهم من القدرة على العمل بشکل لائق وإعالة أنفسهم وعائلاتهم، وتسهم فی جعلهم أعضاء فاعلین ومحترمین فی المجتمع. (منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم، 2012).

وقد أوصت دراسة کلٍّ من : (آیات فهیم، 2012) و(El-Ghalayini, 2017) بأهمیة استحداث نماذج تدریسیة تعمل على تنمیة مهارات المتعلمین المرتبطة بإقامة المشروعات الصغیرة، وبإنتاج مشروعات تخرج تنافسیة ورائدة ومبتکرة.

الإحساس بالمشکلة:

نظرًا لأهمیة مقرر "مشروع التخرج" فإنه ینبغی تعرُّف مشکلات تدریس هذا المقرر من منظور الطلبة حتى یمکن تطویره وتطبیقه على نحو أفضل (Valderrama, 2009)، وکان أهم ما توصل إلیه نادر أبو خلف (2017) فی هذا الصدد هو: ضعف القدرات الإبداعیة فی مشروعات التخرج، والقصور فی تحدید خطوات إنتاج المشروع، وعدم متابعة المشرف لمراحل إعداد مشروع التخرج. کما رصد غنی القریشی (2012) عدة ملاحظات حول مشروع التخرج للطلاب، من أهمها: قدرة الطلاب بمساعدة مشرفیهم على إنجاز مشروع متمیز مهما کان حجمه، إلا أن بعض الطلاب قد یشترون مشروعًا جاهزًا من أماکن متخصصة فی ذلک بعیدًا عن /أو بمعلومیة مشرفیهم، وکان من أهم توصیاته: رصد مکافآت مادیة ومعنویة للمشروعات المتمیزة، کما ینبغی التصدی لظاهرة شراء المشاریع الجاهزة لانعکاساتها السلبیة على المجتمع والمستقبل المهنی للطلاب.

وعلى مستوى واقع التعلیم الفنی المصری طُبِّـقَت دراسة استکشافیة على عینة من طلاب الصف الخامس ومعلمیهم بإحدى المدارس المتقدمة الصناعیة والمقرر فیها مشروعات التخرج کمادة دراسیة إجباریة یجب النجاح فیها - حول ریادة الأعمال ونظرتهم المستقبلیة لمشروع تخرجهم والهدف منه، وکذلک طرق التدریس المستخدمة فی تدریس هذا المقرر (ملحق1)، وأشارت النتائج  إلى ما یلی:

  • تتجه بعض المجموعات إلى إنتاج مشروعات مکلفة  للحصول على أعلى الدرجات، ولکنها لیست مبتکرة، أو أنها قلیلة العائد المجتمعی.
  • توجد بعض الأماکن التی تتیح للطلبة شراء المشروع جاهزًا بمقابل مادی یتشارک الطلاب فیه.
  • توجیه المعلم لطلابه یقتصر على مساعدتهم لإنجاز المشروع فی الوقت المقرر للانتهاء منه والحصول على الدرجة بغض النظر عن ریادته.
  • یعتبر الطلاب المشروع مجرد مادة دراسیة یسعون للحصول فیها على درجة النجاح دون أی هدف مستقبلی (یتساوى فی ذلک المشروع المتمیز المبتکر والمشروع الضعیف).
  • یتبع المعلمون إستراتیجیات التدریس التقلیدیة التی لا تتناسب مع طبیعة هذا المقرر.
  • عدم وجود محتوى خاص بمقرر مشروع التخرج، حیث تعتمد مجموعات العمل على ما اکتسبوه من مهارات ومعارف خلال فترة دراستهم السابقة.

وکل ذلک یعوق استفادة الطلاب من مشروعات التخرج وتحویلها بعد تخرجهم إلى مشروعات ریادیة یؤسسون بها مستقبلهم المهنی؛ وربما یُعزى ذلک إلى المعالجات التدریسیة التقلیدیة التی ارتکزت على إنجاز مشروع التخرج وإصدار تقریر التقویم فی موعده لحصول الطالب على درجة النجاح بغض النظر عن جودة المنتج أو کیفیة الاستفادة منه کرائد أعمال یحقق به أحلامه وطموحه العملی عند التخرج.

وعلى الجانب الآخر تناولت الدراسات والأدبیات بعض النماذج النظریة فی مجال التربیة الریادیة والتعلم من أجل ریادة الأعمال، ومنها: نموذج “KAB: know About Business لتعرف عالم الأعمال (منظمة العمل الدولیة، 2017)، وکذلک نموذج “أوکونور” القائم على النظریة الاقتصادیة (محمود أبو سیف،2016)، ونموذج Basu”" لدمج مبادئ ریادة الأعمال على مستوى المناهج فی الهند، ونموذج "احلم- حقق الحلم" لتعزیز الریادة الاجتماعیة بین الشباب (الیونسکو، 2010)، ونموذج "الأحلام والتطلعات المستقبلیة" والذی یقوم على دعم التطلعات المستقبلیة للمتعلمین من خلال المناهج وتحویل أحلامهم إلى أنشطة یمارسونها داخل وخارج المدرسة، وتدریبهم على کیفیة بدء المشروع الذی یحقق حلمهم Fayolle, 2007))، کما أکد ستیف جوبز ( صاحب شرکة آبل) أحد أهم رواد الأعمال فی العالم أنه لابد أن تعتمد فی إنتاجک على ما یحلم به العمیل وما یتطلع إلیه مستقبلاً، ولا تعتمد على ما یریده الآن، فبحلول الوقت الذی تتمکن فیه فعلاً من صنع وتقدیم ما طلبوه ستجدهم یریدون شیئًا أحدث (WSJ,2014).

ومن ثم یمکن الاعتماد على مدخل الأحلام المتمرکز حول طموحات وتطلعات المتعلم المستقبلیة والمستند إلى التفکیر المستقبلی لدعم التعلم الریادی؛ حیث یتم تدریب الطلاب على کیفیة تحویل أحلامهم إلى حقیقة من خلال تحدیدها وتنظیمها فی صورة مشاریع ریادیة ((Filion & Dolabela, 2007

ویعتبر استخدام مدخل الأحلام هو الخطوة الأولى للمشارکة الإیجابیة فی صنع المستقبل المهنی لهؤلاء الطلاب الذین هم على وشک التخرج، وإعدادهم لیکونوا أصحاب مشاریع ، ومن ثم ینبغی على مقرر "مشروع التخرج" توفیر قاعدة معرفیة حول البدائل المستقبلیة، وتعزیز الثقة بالنفس لدى الطلاب لمواجهة التحدیات المستقبلیة، وتدریبهم على تحمل المسئولیة فی کیفیة البحث عن حلول مستقبلیة للمشکلات المعاصرة.

ویعتمد مدخل الأحلام على وضع مجموعة من الخطط التی تؤمِّن المستقبل لمشروع ریادی من خلال صیاغة الإستراتیجیات القائمة على انتهاز الفرص، وتولید الأفکار وإطلاق العنان للخیال المشروط (Yemini & Katarivas, 2015)، مع مراعاة ما یلی:((Fayolle,2007), Ausubel,2012))

  • التمییز بین الخیالات الإبداعیة وأحلام الیقظة.
  • تأطیر الأحلام المقترنة بالخیال والعاطفة لا الأوهام والتخیلات.
  • التحلیل المتعمق وتشجیع التفکیر بشکل استباقی متعدد التخصصات وفی حدود التشریعات والقوانین.
  • التحقق من ابتکار شیء جدید فی ضوء الأحلام والتطلعات المستقبلیة الإیجابیة والجدیرة بالاهتمام ولیست السلبیة.
  • التوجهات المستقبلیة والتنمیة المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة (مشروعات تراعی المستقبلیات والاستدامة).

وتکمن أهمیة استخدام مدخل الأحلام فی تجوید مشروعات تخرج الطلاب الریادیة لما تمتاز به من إیجابیات والتی تتمثل فی الآتی (Neck, Greene & Brush,2014), Houtz, (2011):

  • استثارة دافعیة الطلاب للعمل الجماعی والتفکیر (المستقبلی) الریادی من خلال أدائهم للأنشطة المرتبطة بأحلامهم وتطلعاتهم المستقبلیة والمهام المرتبطة بتخصصاتهم.
  • تشجیع الطلاب لإحداث تغییر فی خططهم وإجراءاتهم باستمرار لتحقیق آمالهم وطموحاتهم لإنتاج مشروع تخرج یحقق لهم عائدًا معنویًّا ومادیًّا، ویکون نواة لمشروع صغیر ریادی مستقبلی بعد التخرج، مع السماح للطلاب بتسجیل فکرة مشروعهم أثناء الدراسة فی الجهات المختصة (بما یضمن حقوقهم فی الملکیة الفکریة)، ویکون لذلک تأثیر إیجابی على درجاتهم فی مشروع التخرج ولیس العکس.
  • غرس التنافسیة لدى الطالب؛ حیث تدفعه أحلامه لتحسین مستوى معیشته إلى أن یظل منافسًا بمنتجاته بدون إضرار بالآخر.
  • تعزیز حق الاختیار لدى الطالب فی اختیار مجموعته المتوافقة مع حلمه لتحقیق أحلامهم الجمعیة، وبالتالی استثارة دافعیة الطلاب فی تحدید أهدافهم بوضوح، وکیفیة التخطیط لها فی ضوء قدراتهم ومیولهم، مما یشجعهم على إنجاز الأنشطة المکلفین بها بشکل تعاونی.
  • تعزیز حق الاختیار للطلاب؛ حیث إن المشروع یمثل حلمه الوظیفی الریادی.
  • تحویل المنتج التقلیدی إلى منتج مستقبلی تشارکی عالی الجودة من خلال توجیه الطلاب نحو الأهداف بعیدة المدى والإجراءات المناسبة لتحقیق ذلک.
  • تعزیز قیم العمل والنجاح التشارکی، فضلاً عن تعزیز انتماء الطلاب واتجاهاتهم الإیجابیة نحو المجتمع والبیئة والاستدامة.
  • تنمیة مهارات التفکیر الاستباقی نحو متطلبات مستقبل الطلاب المهنی والتخطیط له.

وانطلاقًا مما سبق ومن أهمیة الاعتماد على مدخل الأحلام لما یتمیز به من إیجابیات  یمکن الاستفادة منها فی إعداد نموذج تدریسی لتنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی لإنتاج مشروعات تخرج ریادیة تتضح مشکلة البحث الحالی وإجراءات مواجهتها.

تحدید مشکلة البحث:

تتحدد مشکلة البحث فی ضعف جدارات ریادة الأعمال وإنتاج مشروعات التخرج، وعدم الوعی بأهمیتها، ولمواجهة هذه المشکلة یحاول البحث الحالی الإجابة عن السؤال الرئیسی التالی:

کیف یمکن بناء نموذج تدریسی قائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟

 ویتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعیة التالیة:

  1. ما جدارات ریادة الأعمال التی یمکن تنمیتها لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  2. ما معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة لطلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  3. ما أسس وخطوات النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  4. ما النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  5. ما فاعلیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  6. ما فاعلیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام على جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟
  7. ما نوع ومستوى العلاقة الارتباطیة بین درجات المجموع التجریبیة فی جدارات ریادة الأعمال وجودة مشروعاتهم للتخرج فی التطبیق البعدی لأدوات البحث؟

أهداف البحث:                                                                    

یهدف البحث الحالی إلى ما یلی:

  • إعداد نموذج تدریسی قائم على نموذج الأحلام وتوظیفه فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال الأساسیة والبنائیة وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی.
  • قیاس فاعلیة نموذج تدریسی قائم على نموذج الأحلام وتوظیفه فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال الأساسیة والبنائیة وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی.
  • تقصی نوع ومستوى العلاقة الارتباطیة بین درجات المجموع التجریبیة فی جدارات ریادة الأعمال بمستویاتها المختلفة وجودة مشروعاتهم للتخرج.

 

 

 

حدود البحث:

 یقتصر البحث الحالی على:

  • التعلیم الثانوی الصناعی نظام الخمس سنوات؛ حیث یمثل مقرر "مشروع التخرج" أحد المتطلبات الإلزامیة لحصول الطالب على الدبلوم دون باقی أنظمة التعلیم الفنی الصناعی.
  • ·        الأحلام من منظور مستقبلی ولیس دینی أو نفسی؛ حیث تکون هی الأساس فی اختیار الطالب لمشروع تخرجه.

تحدید مصطلحات البحث:

جدارات ریادة الأعمال: تعرف بصورة إجرائیة فی البحث الحالی بأنها قدرة طالب التعلیم الفنی - فی نهایة المرحلة الثانویة الفنیة - على تطبیق المعارف والخبرات والمهارات فی أوضاع الإنتاج المعتادة أو المتغیِّرة عند إعداده مشروع التخرج، وهی تنقسم إلى:

 ـ جدارات أساسیة، وتشمل: (جدارات عقلیة، وجدارات ذاتیة).

 ـ جدارات بنائیة، وتتضمن: (جدارات معرفیة تخصصیة، ومهارات أدائیة، وجدارات تفاعلیة).

مشروع التخرج: مادة دراسیة عملیة مقررة على طلاب السنة النهائیة بالتعلیم الفنی نظام الخمس سنوات بمختلف نوعیاته.

مدخل الأحلام: مجموعة من الإجراءات المستندة إلى التفکیر المستقبلی والتطلعات المستقبلیة التی یسعى کل طالب إلى تحقیقها من خلال مشروعاته الریادیة.

أهمیة البحث:

قد تفید نتائج البحث الحالی فی الجوانب التالیة:

  • مخططی مناهج وبرامج التعلیم الفنی والمهنی: الاستفادة من النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی مشروعات تخرج طلاب السنوات النهائیة بالتعلیم الفنی.
  • معلمی وموجهی العملی بالتعلیم الفنی: توظیف النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی تضمین أنشطة صفیة ولا صفیة لتنمیة جدارات ریادة الأعمال الأساسیة والبنائیة لتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی.
  • ·        طلاب السنوات النهائیة فی التعلیم الفنی: الاستفادة من الأنشطة التعلیمیة فی البحث الحالی لتحقیق حلمه الفردی والمجتمعی، وکذلک الاستفادة من مشروع تخرجهم کنواة لفکرة مشروع ریادی مبتکر عند تخرجه.    

خطوات البحث وإجراءاته:

یسیر هذا البحث فی الخطوات والإجراءات التالیة:

أولاً: تحدید جدارات ریادة الأعمال الملائم تنمیتها لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی، وذلک من خلال مراجعة وتحلیل الدراسات السابقة والأدبیات المرتبطة بریادة الأعمال ومهارات إنتاج مشروعات التخرج الریادیة، وکذلک معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة لطلاب التعلیم الفنی الصناعی، مع استطلاع آراء الخبراء والمتخصصین فی مجال سوق العمل والتعلیم الصناعی، وذلک بهدف الإجابة عن السؤالین الأول والثانی.

ثانیًا: تحدید أسس وخطوات نموذج التدریس القائم على مدخلالأحلام بعد مراجعة النماذج النظریة لبرامج التربیة الریادیة، فضلاً عن تحلیل الدراسات السابقة والأدبیات المرتبطة بالتربیة الریادیة وریادة الأعمال للاستفادة منها فی بناء دلیل تدریسی لمشروع التخرج، مع استطلاع آراء الخبراء والمتخصصین فی مجال مناهج وطرق التدریس، وذلک للإجابة عن السؤال الثالث.

ثالثًا: تطبیق النموذج والکشف عن فاعلیته ( للإجابة عن الأسئلة الرابع والخامس والسادس) من خلال ما یلی:

أ‌.        بناء دلیل المعلم وفق نموذج تدریس ریادة الأعمال القائم على مدخل الأحلام.

ب‌.   بناء أدوات البحث، وتتمثل فی:

ب-1.  مقیاس جدارات ریادة الأعمال الأساسیة والبنائیة.

ب-2. إعداد قائمة معاییر الجودة التی یتم وفقًا لها تقییم مشروعات التخرج لطلاب التعلیم الصناعی.

ج‌.     اختیار عینة البحث، وتطبیق أدوات البحث قبلیًّا لقیاس تکافؤ مجموعتی البحث وفق التصمیم ( قبلی- بعدی).

د‌.       إجراء التجربة الأساسیة، وتعریض المجموعة التجریبیة للتدریس وفق النموذج المقترح، وتعریض المجموعة الضابطة للتدریس وفق الطریقة التقلیدیة.

ه‌.       التطبیق البعدی لأدوات البحث، وجمع البیانات ومعالجتها إحصائیًّا.

و‌.      عرض النتائج للإجابة عن الأسئلة (4، 5، 6)، وتفسیر النتائج وتقدیم التوصیات والمقترحات.

الإطار النظری: مدخل الأحلام فی التدریس لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتحسین مشروعات التخرج:

هدف الجزء الحالی إلى تحدید  جدارات ریادة الأعمال، ومهارات إنتاج مشروعات التخرج الریادیة، وکذلک معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة، وأسالیب تنمیتها وقیاسها، ثم استعراض مدخل الأحلام لاستقراء أسس وخطوات نموذج التدریس القائم على مدخل الأحلام.

  • ·        ریادة الأعمال ومهارات إنتاج مشروعات التخرج الریادیة:

ارتبط مفهوم ریادة الأعمال غالبًا بالمشروعات الصغیرة، بل یرى البعض أنه یجب التعامل مع ریادة الأعمال کمجموعة من المهارات تنمو بالممارسة والتدریب، وأنها کلما نمت لدى طلاب السنوات النهائیة المقبلین على التخرج زادت قدرتهم على تأسیس مشروعهم الخاص بعد التخرج فی ضوء تدریبهم لإنتاج مشروعات تخرج ریادیة، وفیما یلی توضیح کل منها:

  • ·        ریادة الأعمال:

 ماهیة ریادة الأعمال:

لا یوجد اتفاق على تعریف محدد لریادة الأعمال، بل یوجد عدد من التعریفات التی طورها العلماء والباحثون فی هذا المجال، حیث تعرف ریادة الأعمال على أنها: "القدرة والرغبة فی تطویر وتنظیم وإدارة المشروعات التجاریة المبتکرة مع تحمل المخاطرة من أجل تحقیق الربح، وهی جزء أساسی من الجدارة/ التمیز لتحقیق النجاح فی السوق المتغیرة باستمرار والمتنافسة بشکل متزاید.(Business dictionary,2018)، کما یشیر کل من " فلورین وکاری" إلى أن ریادة الأعمال هی عملیة إیجاد الفرص وتولید وصیاغة أفکار جدیدة وترجمة هذه الأفکار والفرص إلى قیمة مضافة للمجتمع. (Florian& Karri,2007)

ویشیر "هانون" إلى أنها "عملیة إیجاد شیء مختلف وذی قیمة من خلال إنفاق الوقت والجهد وتحمُّل المخاطر المالیة والنفسیة والاجتماعیة مقابل العوائد المالیة والرضا الشخصی. (Hannon, 2002, p7)، ویرى لینو (Leino, et al., 2011, p72) " أن ریادة الأعمال الموجهة ذاتیًّا لا تؤکد فقط على الدافعیة، والوعی الذاتی، والإبداع، والمسئولیة للتعلم، بل أیضًا على التعاون والتفاعل للمتعلمین لتنمیة المغامرة وتنظیم المشروعات.

 وبدراسة ما سبق یتضح أن ریادة الأعمال هی اتجاه نحو المغامرة الشخصیة التی تشجع وتقدر السلوکیات الریادیة کالمخاطرة والاستقلالیة والإنجاز بما یساهم فی حدوث تغیرات وابتکارات جذریة فی المجتمع، وبالتالی یقع العاتق على المناهج وطرق التدریس لتشجیع الأفکار والمبادرات الفردیة الذاتیة لإنتاج مشروعات ریادیة، وأن النجاح فی ریادة الأعمال لا یقتصر على امتلاک عدد من السمات، بل یتجاوزه إلى تنمیة العدید من الجدارات العامة والخاصة.

جدارات ریادة الأعمال ومعاییر تقییمها:

الجدارة هی قدرات عقلیة تقود إلى إنجاز مهام معینة أو حل مشکلات خاصة؛ حیث تنمو وتکتسب فی اتجاه تجمیع الفرد لحصیلة کافیة من المهارات والمعارف القابلة للملاحظة والتقویم. (صهیب الخوالدة، 2017)،کماأنها توجهات فردیة تتعلق بالعمل وتضم معرفة ومهارات وقیمًا یستخدمها الأفراد لأداء عملهم بشکل جید. (Selmer & Chiu, 2004, p 324) من خلال النشاطات والمهارات لإنجاز الأعمال بحیث تتضمن مهارات العلاقات مع الأفراد، والدبلوماسیة، ومهارات الاتصال الشفویة والکتابیة (Makulova, 2015, p184)؛ لأنها تعتبر سمة کامنة لدى الفرد تؤدی إلى الأداء الفعَّال أو المتمیز (طه ریاض، 2009، ص 7)، فالجدارة وصف لسلوک الطالب فی موقف محدد یختبر معارفه وسلوکه وقیمه فی مجتمع موجه، وتنطلق فکرة الجدارة من رباعیة الیونیسکو (تعلم لتعرف، وتعلم لتعمل معًا، وتعلم لتعمل، وتعلم لتکون). (Crick, 2008, p 313)، فالجدارات هی أسلوب عمل أکثر من کونها امتلاک مهارة أو قدرة، ومن خلالها یتم تمییز ذوی الأداء المتمیز عن متوسطی الأداء أو منخفضی الأداء؛ حیث إن الجدارات تتضمن جدارات أساسیة (ذاتیة وعقلیة) وجدارات بنائیة (معرفیة تخصصیة ومهارات أدائیة وجدارات تفاعلیة)، ویمکن توضیحها کما بالشکل (1) التالی:

شکل (1): نموذج الجدارات

نموذج الجدارات

      الجدارات الأساسیة

الجدارات الذاتیة

الجدارات العقلیة

المهارات

الجدارات التفاعلیة

الجدارات البنائیة

المعرفة الفنیة بالتخصص

وبدراسة ما سبق یتضح أن:

جدارات ریادة الأعمال: تعد من أهم الجدارات الثمانیة الرئیسیة التی أوصی مجلس البرلمان الأوروبی باعتمادها کإطار عام للتعلم مدى الحیاة لجمیع الطلاب، ویجب تنمیتها من خلال الخبرات التعلیمیة بصورة نظامیة أو غیر نظامیة. (Halász, & Michel, 2011; Maletić, 2017)وهی عبارة عن "مجموعة المعارف والقیم والاتجاهات والمهارات التی تدعم المبادرات الفردیة والنشاط الریادی، وتشجع على تملک المشروعات وإدارتها، وتسهم فی نشر روح الطموح والمخاطرة المحسوبة من أجل رفع مستوى الحیاة للفرد والمجتمع من خلال توظیف المعرفة التخصصیة والعامة فی تطویر مسارات تفکیره المهنی والتقنی، والعمل نحو تطبیقها فی مجال عمله، والتوجه نحو الإنتاجیة والابتکاریة.(Bacigalup, 2016)

وأوضحت تقاریر (Komarkova, & Gagliardi, 2015; Heder, Ljubic, Srhoj, 2016;)  أنه لتفعیل جدارات ریادة الأعمال ینبغی تحدید الجدارات الفرعیة لکل جدارة أساسیة أو بنائیة، وکذلک توصیف المکونات المعرفیة والمهاریة والوجدانیة لکل جدارة، وبمراجعة عدة دراسات وبحوث، منها: (Raven, & Stephenson, 2001; Otten, & Ohana, 2009, Sahin, Akbas, Yelken, 2010; Bacigalup, 2016) یمکن استخلاص الجدول (1) التالی الذی یوضح الجدارات الرئیسیة والفرعیة لریادة الأعمال وتحدید مؤشرات الأداء المناسبة، وکذلک معاییر تقییمها کما یلی:

جدول (1): جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة ومؤشرات الأداء ومعاییر التقییم المناسبة

جدارات ریادة الأعمال

مؤشرات الأداء

معاییر التقییم

مقبول

جید

ممتاز

الجدارات الذاتیة:

الابتکار والحس الاستثماری

‌أ.  الابتکار.

 

 

‌ب.   الحس الاستثماری

  1. ینتج أفکارًا تخرج عن الإطار المعرفی الـذی لدى الفرد المفکر أو البیئة التی یعیش فیها.
  2. یجری تغییرات مبنیة على التطور المرحلی لمنتج حالی بإضافة جزء صغیر لتطویعه لاحقًا فی عدد من التطبیقات.
  3. استخدام الابتکار لخلق قیمة فی النظام الاجتماعی والاقتصادی لسوق معین بما یتیح التغلب على نقص الموارد المتاحة.

یستخدم الطالب معرفة الأنظمة فی مادة دراسیة لإنتاج عدة أفکار/ یرحب بالأفکار التی تأتی من الآخرین.

یحصل الطالب على الأفکار من المفاهیم والمواد الدراسیة غیر المألوفة.

یبتکر الطالب عدة أفکار بدون توجیهات
  1. یجرى التقییم المبدئی لتکالیف مدخلات وعملیات المشروعات الصغیرة، والعائد التقریبی المتوقع من کل مشروع.
  2. یطبق مفهوم المسئولیة المحاسبیة لتقییم التکالیف والأرباح، والاستثمار .
  3. یضع خطة لتحدید التکالیف على أساس النشاط.

 

تقییم الأداء من خلال تطبیق معیار تقدیر التکالیف وتحلیل التباین.
 

الجدارات العقلیة:

التخطیط والتفکیر الإستراتیجی

 

 

أ.التخطیط المنظم لإقامة مشروع فی ضوء الموارد البیئیة والإمکانات المتاحة

 

 

 

 

ب. إعداد دراسات الجدوى الاقتصادیة

  1. یحدد أهدافًا لمشروعات قصیرة/ متوسطة/ طویلة المدى.
  2. یلخص مبادئ التخطیط لإقامة مشروع. 
  3. یضع الخطط للوصول إلى الأهداف ضمن أطر زمنیة محددة.
  4. یعدل الخطط فی ضوء تقییم الأداء والإنجاز.
  5. یخطط لتقسیم المهام الکبیرة إلى مهام فرعیة صغیرة.
  6.  یقیِّم البدائل المتوفرة والممکنة.
  7. یولد أفکارًا جدیدة وإبداعیة للوصول إلى الهدف.
  8. یصمم نموذجًا لمصادر تمویل المشروع.
  9. یعرض مصادر لتمویل المشروعات الصغیرة وإجراءات الحصول على التمویل المناسب.
  10. ینفذ دراسات الجدوى الاقتصادیة للمشروعات.
  11. یحدد عددًا من المشروعات التى تتفق مع احتیاجات المجتمع المحلى فى ضوء الموارد المتاحة.
  12. یحدد الأفکار التجاریة المربحة فى مجال تخصصه.
  13. 6.  یحافظ على موارد البیئة.
·  معاییر الأسلوب المنطقی والمنظم فی تنفیذ النشاطات.
· عدد المشروعات المقترحة التی تتفق واحتیاجات المجتمع المحلی.
· الخامات الطبیعیة والصناعیة القابلة للتدویر.
 
 

 

ج- البحث عن المعلومات اللازمة للعمل

  1. یسعى للحصول على معلومات تساعد فی الوصول إلى الأهداف أو توضیح وتحلیل المشاکل.
  2. یتولى البحث والتحقیق والتحلیل بنفسه فیما یتعلق بتقدیم المنتج.
  3. یستعمل وسائل الاتصال وشبکات المعلومات للحصول على المعلومات اللازمة.
  4. یسعى للحصول على آراء الآخرین، والاستجابة للاقتراحات والانتقادات.

تحدید المعلومات المباشرة بأهداف المشروع

تحلیل المعلومات المتصلة بمشروعه بمشارکة زملائه ومعلمیه

تحلیل المعلومات واستنباط أفکار جدیدة لمشروعه

الجدارات الفنیة المتخصصة

الإلمام بالتخصص والمهارات الفنیة

 

 

 

 

 

 

 

أ‌.  التفاوض على فرص التشغیل.

 

ب‌.   تحمل المخاطرة المدروسة

  1. یقیِّم  فرص المنتج  وتشغیله فی ضوء الأعمال.
  2. تحدید  العملیات  الصناعیة  ومصنعی  الخامات والأدوات المکملة  أو  ذات الصلة.
  3. تطبیق التحلیل التفاضلی فی الأنواع التالیة من القرارات: تصنیع/ شراء منتج، استبدال أو إصلاح المعدات.
  4. توظیف بعض مصادر المعرفة النظریة والعلمیة والعملیة المهنیة ذات العلاقة بمجال تخصصه.
  5. تصنیف المعارف والمهارات العملیة التطبیقیة

یعمل تحت إشراف لتحقیق عدد من الأهداف المطلوبة بجودة محددة

 

یعمل لتحقیق عدد من الأهداف المطلوبة بجودة محددة

یطور أنشطته
لتحقیق الأهداف المطلوبة بجودة محددة، بناءً على متطلبات الجودة، ویتجنب الخسارة غیر الضروریة
  1. یحسب المخاطر ویقیِّم البدائل، ویتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر أو التحکم فی النتائج.
  2. ینجز الأعمال قبل أن یُطْلَب منه ذلک، أو قبل أن تفرضها علیه الأحداث.
  3. یستثمر الفرص غیر العادیة لإنجاز العمل.
  4. یسعى لترقیة الحلول الإبداعیة للمشکلات والتوجه نحو الأعمال المبتکرة ذات التکنولوجیا العالیة والتی تخدم المجتمع.
  5. یبحث عن طرق للإنتاج بسرعة أکبر وموارد أقل.

التفاعلیة

الجودة والتشبیک

أ‌.  الاهتمام بالجودة النوعیة

 

ب‌.    التشبیک

 

  1. یطور إجراءات العمل لضمان الجودة المطلوبة.
  2. یقوم بأعمال تطابق المواصفات أو تفوقها.
  3. ینتج منتجات بجودة عالیة.
  4. یسعى إلى تحویل المشکلة إلى فرصة.
  5. یتعلم من الأخطاء والتجارب، ویکون قادرًا على التعامل مع الفشل.
یتجنب الخسارة غیر الضروریة
فی أثناء العمل

یهتم بتخفیض التکلفة للمنتج ومدى الاستفادة من الخامات أثناء الاستخدام

یعمل بکفاءة خاصة فیما یتعلق بتکلفة المنتج والاستفادة القصوى من الخامات المتاحة

1-    یسعى للحصول على نصائح الآخرین سواء من زملائه فی نفس مجموعته/ أو مجموعات العمل الأخرى/ أو معلمیه.

2-    یساعد زملائه لتأهلیهم لإکمال مهمتهم بدلاً من أن یقوم بها بنفسه. (لا یعطیهم سمکة بل یدربهم على کیفیة صید السمک).

3-    یعمل على تکوین صورة إیجابیة لدى المتعاملین معه.

4-    یحقق غرضًا مزدوجًا بتحقیق أهدافه الشخصیة وتحقیق أهداف مجتمعه.

5-     یسهم فی توفیر منتجات مطلوبة  فی مجتمعه.

وفی ضوء ما سبق أمکن تحدید وتوصیف جدارات ریادة الأعمال الملائم تنمیتها لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی ومعاییر تقییمها، وبالتالی تمت الإجابة عن السؤال الأول، وفی الجزء التالی سیتم تناول العلاقة بین هذه الجدارات ومشروعات التخرج للتوصل إلى أهمیتها لهؤلاء الطلاب وکذلک معاییر اختیار وتقویم هذه المشروعات لاستنتاج معاییر جودة مشروعات تخرج  تنافسیة لطلاب التعلیم الفنی الصناعی فیما یلی:

  • العلاقة بین ریادة الأعمال ومشروعات التخرج:

ریادة الأعمال هی وسیلة لتصحیح مسار المشروعات الصغیرة، فغالبیة هذه المشروعات         لا تقوى على الصمود والمنافسة؛  فالریادة تبحث عن الفرص للتوسع والانتشار بطرق مبتکرة ومنتجات غیر تقلیدیة لتحقیق ربح لمواجهة النفقات والقدرة على المنافسة (سعید أبو قرن،2015)، ویمکن استخلاص العلاقة بین ریادة الأعمال ومشروع التخرج من خلال المراجعة الشاملة للدراسات والبحوث السابقة     (Kussmaul, 2000; Varela, & Jimenez, 2001; Crawford, & Broer, 2006; El-Khasawneh, 2008; Ifedili, & Ofoegbu, 2011; Dimitrova, & Ivanov, 2012).   فی هذا المجال، وتمثیلها کما بالشکل (2) التالی:

شکل (2): العلاقة بین ریادة الأعمال ومشروع التخرج

ومن هنا فقد یتحول مشروع التخرج إلى فرصة للتوظیف الذاتی، ویکون بمثابة إستراتیجیة  تأمین مورد رزق للخریج الذی أکمل المرحلة الثانویة الفنیة ویستعد لسوق العمل من خلال ملکیة مشروع صغیر کخیار یتخذه الشاب الذی یتمتع بالریادیة (منظمة العمل الدولیة والیونسکو، 2010).

أ‌.        مفهوم وأهمیة مشروع التخرج:

مشروع التخرج هو متطلب مهم للتخرج فى التعلیم الثانوی الفنی، ویهدف بشکل أساسی فى هذه المرحلة إلى مساعدة الطلاب على إتقان المهارات التی تؤهلهم للانتقال من المرحلة الثانویة الفنیة المنتهیة إلى الحیاة المهنیة؛ فهو فرصة لتحویل المعارف والمهارات التی تعلمها الطلاب إلى شکل تطبیقی لحل مشکلة حقیقیة؛ مع مراعاة أن تکون الفکرة جدیدة وأن یکون أسلوب الحل مبتکرًا.

ویمکن إیجاز أهمیة مشروع التخرج فی النقاط الرئیسیة التالیة: (منظمة العمل الدولیة والیونسکو،2010. Polat, 2004; Dimitrova, & Ivanov, 2012; Kapusuz, & Can, 2014)

  • یمثل اختبارًا حقیقیًّا للطالب یکشف عن قدراته فى تحلیل المشاکل وابتکار حلول جدیدة لها.
  • ممارسة المراحل والخطوات الفعلیة لتنفیذ مشروع صغیر، وقد ینجح فی توسیع فکرته بعد التخرج لیکون مشروعًا رائدًا.
  • إکساب الطلاب مهارات العمل الجماعی من خلال العمل ضمن فریق واحد.
  • تنمیة سلوکیات إیجابیة نحو المشاریع والتوظیف الذاتی.
  • تسهیل الانتقال من المدرسة إلى العمل بعد إدراک إجراءات عمل المشاریع بشکل أفضل.
  • التمکن من الالتحاق بسوق العمل مباشرة، أو التأقلم بسرعة مع حاجات السوق.

ب‌.    معاییر مشروع التخرج:

ب-1. معاییر اختیار مشروع التخرج:          

 یقوم اختیار مشروع التخرج على مجموعة من المعاییر کما یلی:    (Xie, Zhang, Wei, & Fang, 2011). و فتح الله غانم. (2017) و رابح عماری ونعاس عماری. (2016)).

  • الاعتماد على مواجهة المتعلمین بموقف مشکل حقیقی من واقع سوق العمل، أو سؤال محیر، وعلى المتعلم إیجاد الحلول المناسبة بالبحث والتقصی، ثم التوصل إلى نتائج یتم مناقشتها من خلال المفاوضة الاجتماعیة.
  • تحدید مشکلة یشعر بها المتعلمون وتثیر اهتمامهم، مع مراعاة التخصص الدراسی للطلاب.
  • البعد عن السهولة المفرطة أو التعقید الشدید الذی یؤثر على درجات الطلاب ولا یحقق العدالة وتکافؤ الفرص بین الطلاب.
  • مراعاة عدم تکرار أفکار مشروعات التخرج.
  • قیام المتعلمین بنشاط متعدد الجوانب ضمن خطة مرسومة تکسبهم الخبرة الکافیة لإنتاج مشروع ریادی.
  • التحول من مشاریع الالتزام البیئی إلى مشاریع الوقایة البیئیة.

ب-2. معاییر تقویم المشروع:

یقوم تقییم مشروع التخرج على مجموعة من المعاییر کما یلی:  (Valderrama, et al., 2009; Ivanov, & Dimitrova, 2011; Kapusuz, & Can, 2014).

  • وضوح طبیعة المشروع من العنوان، بحیث لا یکون عامًّا جدًّا فلا تتضح الفکرة، أو یمکن تفسیره بأکثر من منظور.
  • توافر هدف محدد واضح فی أذهان المتعلمین یحفزهم على حل المشکلة.
  • ·       المعاونة التعلیمیة الصادقة الجادة بین أعضاء المجموعة والمجموعات الأخرى ومشرفیهم.
  • مراعاة أسس السلامة المهنیة فی الممارسة والأمان فی التعامل مع منتجات المشروع.
  • التکامل بین ما اکتسبه الطلاب من معارف ومفاهیم وقیم واتجاهات ومهارات مرتبطة بریادة الأعمال مع أهداف وأنشطة مشروعات التخرج.
  • الحداثة والابتکار والریادة والمسئولیة الاجتماعیة.

وفی ضوء ما سبق من تحلیل للخلفیة النظریة للعلاقة بین جدارات ریادة الأعمال ومشروعات التخرج یمکن تحدید معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة لطلاب التعلیم الفنی الصناعی والتی تمثل الإجابة عن السؤال الثانی من خلال الشکل (3) التالی:

 

شکل (3): معاییر جودة مشروعات تخرج  تنافسیة

وقد أوصت الیونسکو(2014) بأهمیة التدریب على إستراتیجیات تدریس مناسبة لتنمیة جدارات ریادة الأعمال، کما أکدت العدید من الدراسات, ( Smith, 2006), (Arasti, 2012),  ESMI, 2015)) على ضرورة التحول من طرق التدریس التقلیدیة فی تدریس ریادة الأعمال والاعتماد على نماذج تدریسیة حدیثة، ومن هذه النماذج: النموذج القائم على أحلام المتعلمین وتطلعاتهم المستقبلیة کما یلی:

مدخل الأحلام والتدریس:

          یقصد بالأحلام: الصورة الذهنیة لمستقبل الطالب الوظیفی فی ریادة الأعمال، وطموحاته التی یسعی لتحقیقها من خلال ابتکار مشروع تخرج یحوله إلى رائد أعمال.

          وبمراجعة العدید من الدراسات والأدبیات فی مجال مدخل الأحلام وتدریس ریادة الأعمال والمشروعات (, (Filion, & Dolabela,. (2007)), (Hicks, 2003)Houtz, 2011)) ) یمکن استخلاص المعاییر التی یوضحها الشکل (4) التالی لاعتماد أحلام الطلاب لاختیار مشروع التخرج الریادی:

شکل (4) : خصائص الأحلام المعتمدة

 

 

         

ومن ثم فإن مدخل الأحلام هو مجموعة من الإجراءات التی ینطلق منها الطالب عند تحدید واختیار مشروع التخرج المقرر علیه فی السنة الدراسیة النهائیة قبل تخرجه مباشرة إلى سوق العمل، ویرتکز فیه على تحقیق أحلامه وتطلعاته المستقبلیة  فی مجال ریادة الأعمال، وتنطوی هذه الأحلام على ما ینبغی تعلمه واکتسابه من جدارات لإنجاز مشروع ریادی.

وسیتم فی الجزء التالی توظیف بعض الاستدلالات من خلال الخلفیة النظریة السابقة فی الإجابة عن السؤال الثالث لوضع أسس وخطوات نموذج التدریس القائم على مدخل الأحلام  بهدف تنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی، بالإضافة إلى توظیفها فی بناء أدوات البحث لقیاس الجدارات الأساسیة والبنائیة والفرعیة لکل منها والمرتبطة بریادة الأعمال، وکذلک قیاس جودة مشروعات التخرج.

منهجیة البحث وإجراءاته

منهج البحث وتصمیمه التجریبی:

اعتمد البحث الحالی على المنهج شبه التجریبی (قبلی – بعدی)؛ حیث تم تطبیق مقیاس الجدارات قبلیًّا على المجموعتین التجریبیة والضابطة للتأکد من تکافؤ المجموعتین، وتعریض المجموعة التجریبیة لنموذج التدریس القائم على مدخل الأحلام، ثم تطبیق أدوات البحث بعدیًّا بهدف دراسة الفروق بین المجموعتین والتی تُعْزَى للمعالجات التدریسیة.

 النموذج التدریسی المقترح القائم على مدخل الأحلام:

للإجابة عن السؤال الثالث فی البحث والمرتبط بتوصیف أسس وخطوات النموذج التدریسی القائم على نموذج الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی تمت الخطوات التالیة ((Yemini, & Katarivas.2015.)، (Haase, & Lautenschläger,(2011).) (Hicks, 2003  ): 

أسس النموذج:

  • مدخل الأحلام کمدخل تدریسی یقوم على کیفیة تحویل حلم المتعلمین إلى أنشطة یتم ممارستها لتنفیذ المشروعات والمتطلبات لتحقیق أحلامهم المجتمعیة أو الفردیة فی ضوء احتیاجات المجتمع من خلال صیاغة حلم الطالب لمستقبله العملی والمهنی وتحویله إلى حلم جمعی، أی: یخدم المجتمع أو أجزاء من المجتمع، ثم تحویله إلى أنشطة قابلة للتطبیق.
  • مراعاة البعد البیئی المرتبط بالتنوع فی الاسواق، والاختلاف فی القیم والقوانین.
  • وضع إستراتیجیة لتحویل حلم المتعلم إلى واقع ملموس وتنفیذها بالإصرار والتصمیم.
  • إدراک أن السعادة الحقیقیة تکمن فی إنتاج ما هو مفید للآخرین، وأهمیة مساهمة الأحلام الفردیة فی تحقیق أحلام المجتمع.
  • غرس الثقة بالنفس لدى الطالب، وتعزیز رغبته وقدرته على إقامة مشروعه الخاص.  
  • تعزیز الابتکار والإبداع، والمبادرة، والمخاطرة، والاستقلالیة، وروح الفریق.
  • التدریب على تولید أفکار ابتکاریة قابلة للتحویل إلى منتجات اقتصادیة.
  • الترکیز على المیزة التنافسیة وتحقیق أهداف ریادیة، وتقدیم حلول لمشکلات حقیقیة.

ومن ثمَّ یمکن استخلاص مجموعة من الأسس التی یمکن الاستناد إلیها فی تصمیم  نموذج  تدریسی قائم على مدخل "الأحلام" کمدخل تدریسی لتنفیذ مشروعات التخرج الریادیة لتحقیق أحلام الطلاب الجمعیة أو الفردیة فی ضوء احتیاجات المجتمع، مع مراعاة ما یلی:

  • تحویل حلم المتعلم فی مقرر مشروع التخرج إلى أنشطة صفیة ولا صفیة یمارسها داخل وخارج أسوار المدرسة لتنفیذ مشروعه الریادی، ومتطلبات تحقیق ذلک.
  •  دمج المشروعات وفق الأحلام المکملة بعضها البعض (المشترکة) معًا، وانضمام أصحابها لمجموعة واحدة، والتواصل فیما بینهم والتشبیک فی جمیع مراحل المشروع.
  • تشترک کل مجموعة من الطلاب ذات الأحلام المجتمعیة المشترکة فی ترتیب أولویاتهم فی مشروعهم، وتحدید الوقت اللازم لإنهاء کل مهمة، وتحدید المعدات اللازمة تحت إشراف المعلم.
  • تشجیع الطلاب لتحمل المسئولیة الکاملة لتعلمهم، بینما یقوم المعلم بمشارکة الطلاب فی صیاغة أحلامهم وبحث کیفیة تحویلها إلى مشروعات ریادیة، مع التوجیه بعدم انفراد أی طالب بالمشروع؛ بل حث جمیع الطلاب على العمل التشارکی التعاونی.
  • توظیف التکنولوجیا الأحدث دائمًا فی مراحل إنتاج المشروع، وکذلک التوثیق بالصور والفیدیو، والتشبیک بین المجموعات والمعلم.
  • توفیر التغذیة الراجعة المستمرة، فضلاً عن التأمل الذاتی وتقییم الأقران، وتحقیق التفاعل الصفی.
  • ·     الاستعانة بقصص بعض رواد الأعمال، وکیف کانت أحلامهم؟ وکیف تحققت؟ حیث أکد استطلاع رأی أجرته مجلة فوربس (forbes,2015) على عینة من عشرة آلاف من الریادیین أن (61%) منهم اتفقوا على أن أحلامهم کانت هی السر وراء وجودهم ونجاحهم.
  • استخدام الخیال لتجسید أحلام الطالب فی صورة أفکار أو رسوم أو تساؤلات عن: (الممکن/ المحتمل/ المفضل)، ثم یضع تصورًا مبدئیًّا لمشروعه الذی یحقق حلمه.
  • التأکید على اختیار الطلاب مشروعهم بأنفسهم فی ضوء ما یحلمون بتحقیقه وطموحاتهم الشخصیة؛ وبالتالی فإنهم سیبذلون قصارى جهدهم لإنتاجه بأحسن جودة، وهذا یحفزهم على اعتباره نواة لمشروعهم الخاص بعد التخرج؛ حیث یمکنهم من خلال هذه المرحلة الانتهاء من بعض الإجراءات التی سیحتاجونها لاعتماد مشروعهم الریادی بعد تخرجهم لسوق العمل، کما یعتمد على تحویل الأحلام إلى أنشطة یتم ممارستها داخل وخارج أسوار المدرسة وکذلک فی البیئة المحلیة ولصالحها، بالإضافة إلى أنه لا یسمح للطالب بإعداد مشروعه بشکل فردی؛ وذلک لتنمیة مهارات التفاعل والتشبیک مع الغیر والتی تمثل عناصر أساسیّة فی ریادة الأعمال.
  • ·     الدمج بین مراحل مدخل الأحلام والتفکیر المستقبلی فی خطوات النموذج التدریسی وهی: (الاستطلاع حول الحلم الجمعیالتطلع للأمام، ووضعتصور للأحلام الممکنة والبدیلة والمستحیلة والمفضلة – الاحتضان وتبنی/ انتقاء الأحلام الأکثر ریادیة وقابلیة للتحقیق – التخطیط وتقییم مختلف الأحلام والتطلعات الغامضة والمعقدة من خلال منظور علمی وإبداعی وأخلاقی منظم)

وانطلاقًا مما سبق أمکن تحدید خطوات نموذج التدریس کما بالشکل (5) التالی:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (5) : خطوات النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام

 

 

 

 

 

 

جدول (2): توصیف خطوات النموذج

المهمة

توصیف المهمة

دور المعلم

دور الطالب

الحلم الجمعی:CD

 

Collective Dream

تحدید الحلم الجمعی من وجهة نظر کل طالب على حدة.

توجیه الطلاب وإرشادهم إلى کیفیة تحدید الحلم الجمعی (المجتمعی) والإنصات لأفکار الجمیع، مع إتاحة الوقت الکافی للطلاب لیعبروا عن أحلامهم الجمعیة.

یسجل فی ورقة العمل الحلم الذی یشکله المجتمع، أو أجزاء من المجتمع، ویتمنى تحقیقه مستقبلاً له ولجمیع أقرانه ومجتمعه، مع تجنب التفکیر فی کیفیة تحقیقه فی هذه المهمة.

الحلم البنائی:SD

 

Structuring  Dream

تحدید الحلم البنائی کجزء من الحلم الجمعی من وجهة نظر کل طالب مما یشعره بأنه یحقق ذاته.

مشارکة الطلاب فی أحلامهم، وطرحهم وجهات نظر مختلفة وتقبُّل أفکارهم وخاصة الریادیة منها، ویظهر التحمس لها مع إرشادهم إلى کیفیة تحدید الحلم البنائی، والاهتمام بحلم کل طالب على حدة، ثم تکوین المجموعات من 5 إلى 10 طلاب حسب الأحلام والاهتمامات والمهارات.

یسجل فی ورقة العمل الإجابة عن الأسئلة التالیة: "ما حُلمک فی الحیاة؟"؛ "ما الذی ترید تحقیقه؟"

ثم یقوم الطلاب بمناقشة أوراقهم وانتقاء شرکائهم لتکوین المجموعات ذات الأحلام المشترکة والمهارات المتنوعة والمتکاملة وتقییم المهارات الضعیفة لدیه التی تعوقه فی سبیل بناء حلمه، ویبحث عنها لدى شرکاء من أقرانه یتقارب معهم فی حلمه.

نشاط الحلم:AD

ترجمة الأحلام إلى خطة عمل تعتمد على الأنشطة

تکوین مجموعات العمل لیستمروا شرکاء حتى نهایة المشروع، وتوجیههم إلى تفتیت الحلم الجمعی إلى أحلام بنائیة أصغر وأدق من خلال تحدید الأحلام الفردیة المرتبطة وصیاغتها  فی صورة مشروعات قائمة على الأنشطة.

یقوم الطلاب بوضع خطة العمل فی صورة أنشطة، ویتم الاتفاق على توزیع الأدوار والمسئولیات الجماعیة والفردیة، وتنظیمها بطریقة متسلسلة ومتناسقة ومکملة لبعضها البعض.

تصمیم وتنفیذ الأنشطة

IAD

کیفیة تصمیم وتنفیذ الأنشطة

یوجه المعلم کل مجموعة إلى اختیار المشروع المناسب الذی یحقق أحلامهم، ومشارکتهم فی المهام والأنشطة والإجراءات لإنجاز مشروعاتهم، ولا یقتصر دوره على تقدیم المعلومات والموافقة على الأفکار المقترحة من الطلاب فقط، ومطالبتهم بتنفیذها، بل یمتد إلى المساهمة فی تدریبهم على بناء أفکارهم على أسس علمیة سلیمة مما یشجعهم على المبادرة والمشارکة فی تقدیم الحلول المناسبة للمشکلات المجتمعیة.

جمع البیانات والمعلومات عن موضوع المشروع الحلم، ومناقشتها، ثم تحلیلها لمعرفة وتحدید الأهداف، وعمل دراسة تفصیلیة للعناصر المکونة للمشروع، تمهیدًا لوضع الفکرة التصمیمیة للأنشطة والمهام من خلال جلسات العصف الذهنی، وحساب التکلفة المالیة اللازمة للتنفیذ وفقًا للجدول الزمنی، ونوع الوسیلة، وقیام کل فریق عمل بتطبیق برنامج المشروع، وفقًا للخطة الموضوعة.

یعتمد الطلبة سلوکیات تنظیم المشاریع فی جمیع أنشطتهم.

تنفیذ الحلم البنائی

 

ISD

وضع تصمیم تفصیلی لمراحل تنفیذ وإنتاج المشروع وفق المواصفات المعدلة، مع بناء نموذج أولی/بدائی یمکن تجریبه والتعدیل علیه للتأکد من جودة الفکرة.

- تزوید الطلاب بتغذیة راجعة أثناء تنفیذ العمل والنشاط أولاً بأول، وتحفیزهم على العمل بروح الجماعة والتعاون بینهم والتحقق من قیام کل منهم بالمهمة والدور المطلوب منه وعدم الاتکال على غیره لأداء عمله.

- یشرف على خطوات تنفیذ المشروع وتوفیر الإمکانات بالقدر المتاح والمخصص للمشروع.

- الإشراف والتوجیه والتأکد من وضوح دور کل عضو فى الفریق.

- متابعة مشارکة جمیع الأعضاء فى تنفیذ المشروع.

  • یقوم کل طالب بإنجاز المهام المطلوبة منه حتى یمکنهم إتمام المشروع بنجاح مع تقدیم تقریر دوری عما تم إنجازه مدعمًا بالصور ولقطات الفیدیو التى توضح التطور الفعلى للمشروع.
  • تنفیذ الأدوار المتفق علیها.
  • مسئولیة الطلاب فرادى وجماعات عن مشروعاتهم؛ حیث یعمل کلٌّ منهم فی عمل فرعی محدد ولکنه یکمل عمل الآخرین مما یؤدی فی النهایة إلى مشروع جماعی تشارکی.
  • تنفیذ المنتج بأقل المواصفات المطلوبة " المواصفات الأساسیة".

المساهمة فی تحقیق الحلم الجمعی

اعتماد النسخة النهائیة الأولى من المنتج/ الخدمة.

یقوم المعلم بسؤال المتعلمین إذا ما کانت النسخة النهائیة من المنتج هی نهایة مراحل التطویر أم هناک مراحل أخرى؟ وینتظر منهم الإجابة، ثم یقوم بالتأکید على أن هذه العملیة لیس لها نهایة.

یقوم المتعلمون دائمًا بعمل إضافات وممیزات جدیدة، ویقومون بعمل نسخ مطورة من منتجاتهم.

  • وقد تم استخدام التوصیف النظری السابق فیما یلی:

أ‌.         بناء دلیل المعلم فی مشروع التخرج، حیث تضمن الدلیل مقدمة عن ریادة الأعمال، ثم تقدیم توصیف لنموذج التدریس القائم على مدخل الأحلام، ومن ثم کیفیة اختیار مشروع التخرج فی ضوء الحلم الجمعی والحلم البنائی، وکیفیة تشکیل فریق المشروع، ووضع جدول زمنى لإنجاز المشروع، ثم کیفیة تقویم المشروع، وقد تضمن هذا الدلیل ( ملحق (3) ) ما یلی:

أهداف النموذج التدریسی: تنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج.

المراحل

الأهداف العامة

الموضوع/ النشاط

مرحلة النموذج التدریسی

ملاحظات

اختیار المشروع

-   القدرة على تولید الأفکار.

-   حسن استثمار الفرص.

-   تکوین مجموعات العمل فی ضوء المهام ولیس الصداقة.

-   رسم تخطیطی للمنتج الذی تم الاتفاق علیه.

"لا تنم لتحلم... استیقظ لتحقق حلمک"

الحلم الجمعی: CD

الحلم البنائی: SD

-الابتعاد عن تکرار الأفکار السابقة، وغیر القابلة للتطبیق.

-الابتعاد عن السهولة المفرطة أو التعقید الشدید.

-أن یکون اختیار أعضاء الفریق نابعًا من اتفاقهم على نفس الحلم، أو أنهم یکملون بعضهم بعضًا، وشعورهم بأهمیتهم فی الفریق.

"اقتناص الفرص"

"نماذج ریادیة"

التخطیط للمشروع

-   إتقان مهارات التخطیط لإقامة مشروع وإدارته.

-   القدرة على إعداد دراسة الجدوى.

-    التمکن من استخدام التطبیقات التکنولوجیة.

"التخطیط المنظم"

حلم النشاط: AD

تنفیذ حلم النشاطIAD

الاستدامة: اختیار المواد الخام التى تحافظ على البیئة، والتأکید على الأمان والسلامة المهنیة، استخدام مصادر الطاقة النظیفة.

- مراعاة أهمیة التواصل مع جهات خارج المدرسة.

- تکوین مجموعة باسم المشروع على الواتس.                       

"الفرص والبدائل والاستدامة"

"التطبیقات التکنولوجیة"

متابعة وتقویم المشروع

-تطبیق التحلیل التفاضلی فی القراراتالإنتاجیة/ التصنیعیة.

-اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتوقعة وتقییم البدائل.

-البحث عن طرق لعمل الأشیاء بسرعة أکبر و/أو موارد أقل و/أو تکلفة أقل.

"التفاوض"

تنفیذ الحلم البنائی

ISD

-یتم المتابعة وتبادل الآراء بین أفراد کل مجموعة، وکذلک المشرف على المشروع من خلال مجموعة الواتس.

- یتم تقدیم تقریر دوری عما تم إنجازه مدعمًا بالصور ولقطات الفیدیو.

- الاستعانة بفیدیوهات لبعض المخاطر لعدد من المشروعات وآلیات التغلب علیها.

"المخاطر المحسوبة"

"التشبیک"

جودة المنتج وعرض النتائج

-القدرة على الإنتاج بالجودة المطابقة للمواصفات الفنیة.

- التمکن من طرق تسویق المشروع.

-التمکن من کتابة تقریر عن المشروع بمهارة فنیة.

-إتقان عرض المشروع عرضًا شفویًّا.

- توثیق المادة العلمیة وفق الطریقة العلمیة المعتمدة.

"الجودة"

المساهمة فی الحلم الجمعی

CCD

- مراعاة أن یتضمن التقریر اسمًا للمشروع یناسب الفکرة.

- الاعتماد على الرسومات التوضیحیة دائمًا.

- الترویج لهذه المشروعات ومساعدة أصحابها فی تسویق منتجاتهم.

"العروض التقدیمیة"

"الجائزة"

 

 

  • §        مرحلة التقویم وأدوات البحث:

تعتمد مرحلة التقویم على تحدید وقیاس کل من: مستوى جدارات ریادة الأعمال لدى الطلاب، وکذلک جودة المنتج النهائى للمشروع من خلال الأدوات التالیة:

أ.  مقیاس جدارات ریادة الأعمال. 

ب.  مقیاس (نموذج/ استمارة) تقویم المنتج النهائی لمشروع التخرج.

  أ-1.  مقیاس جدارات ریادة الأعمال:  تم إعداد هذا المقیاس فی ضوء الخطوات التالیة:  

  • ·         تحدید هدف المقیاس: أُعد هذا المقیاس بهدف تحدید مستوى جدارات ریادة الأعمال لدى عینة البحث من طلاب التعلیم الفنی الصناعی.
  • ·        تحدید أسس تصمیم مقیاس الجدارات: بمراجعة الأسس العامة وضوابط إعداد مقیاس تقییم جدارات ریادة الأعمال تم تحدید الأسس التالیة التی یجب مراعاتها:
  • تضمین المقیاس معلومات متناسبة مع مستوى نضج وخبرة طالب المرحلة الثانویة الفنیة الصناعیة.
  • تضمین المقیاس العناصر والمؤشرات التی یمکن من خلالها تقییم الجدارات، وکانت على النحو التالی:

-         الجدارات الأساسیة: وشملت: (الجدارات الذاتیة والجدارات العقلیة).

-         الجدارات البنائیة: وشملت: (المعرفة الفنیة بالتخصص، والمهارات والجدارات التفاعلیة).

  • ·        تحدید محاور المقیاس وعباراته:

          فی ضوء الخلفیة النظریة والدراسات السابقة تمت صیاغة العبارات والمواقف الأدائیة لجدارات ریادة الأعمال مقسمةً إلى أربع جدارات رئیسة؛ بحیث اشتملت کلٌّ منها على جدارات فرعیة کما یلی:

  • الجدارات الذاتیة: تضمنت: الابتکار، الحس الاستثماری.
  • الجدارات العقلیة: تضمنت: التخطیط والتفکیر الإستراتیجی، إعداد دراسة الجدوى، البحث عن المعلومات اللازمة للعمل.
  • o       الجدارات الفنیة المتخصصة: التفاوض على فرص التشغیل، تحمُّل المخاطرة المدروسة.
  • o       الجدارات التفاعلیة: الاهتمام بالجودة النوعیة، التشبیک.

أ-2- صدق وثبات مقیاس جدارات ریادة الأعمال:

- صِدق المقیاس: تم التأکد من صدق المقیاس عن طریق المُحکمین الذین أوصوا بتعدیل صیاغة وحذف بعض المفردات.

- ثبات المقیاس: تم التأکد من ثبات المقیاس باستخدام معادلة "کیودر وریتشاردسون"، وذلک بعد تطبیق الاختبار على طلاب العینة الاستطلاعیة، وبلغت قیمة معامل الثبات (0.83)، ویعد ذلک مؤشرًا على أن المقیاس على درجة مقبولة من الثبات.

ب-1. تصمیم معاییر تقویم المنتج النهائى لمشروع التخرج، وکذلک العملیات المتضمنة لإنجاز هذا المشروع، وذلک بناءً على الخطوات المنهجیة التالیة:

  • إعداد معاییر لتقییم المنتج النهائی لکل مشروع، وکذلک إعداد معاییر تقییم لکل عملیة من عملیات أداء المشروع کما هو موضح فی ملحق (4)، وستتم عملیة التقییم النهائیة للمشروعات کالتالی:
  •  تقوم کل مجموعة بتقییم مشروعها من خلال نموذج التقییم الخاص بالمنتج النهائی لکل مشروع.
  •  یتم تقییم المشروع الخاص بکل مجموعة من قِبل المجموعات الأخرى، والإعلان عن المشاریع الحاصلة على أعلى نسبة فی التقییم؛ مما یؤدی إلى تولید المنافسة والتحفیز لدى الطلاب.

عینة البحث:

تکونت عینة البحث من طلبة الصف الخامس بمدرسة تکنولوجیا الصیانة بمدینة نصر، وهی مدرسة فنیة نظام الخمس سنوات؛ حیث یتم اعتماد مشروع التخرج کمادة دراسیة أساسیة یجب النجاح فیها، وتم اختیار فصلین بالمدرسة؛ أحدهما یمثل المجموعة التجریبیة والآخر یمثل المجموعة الضابطة.  

إجراءات التطبیق المیدانی:

تم تهیئة المعلمین المشارکین بالمدرسة للتجربة المیدانیة بعرض أهداف البحث علیهم، ودلیل المعلم، وتعریفهم بالإجراءات المطلوب تنفیذها لضبط التجربة، وتم البدء بالتطبیق القبلی لأدوات البحث، وکانت النتائج کما یلی:

 

جدول (3): نتائج المعالجة الإحصائیة باستخدام اختبار (ت) للفروق بین متوسطی درجات طلاب المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق القبلی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة

جدارات ریادة الأعمال

النوع

العدد (ن)

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجات الحریة

الدلالة الإحصائیة

الجدارات الذاتیة

تجریبیة

25

10.44

2.28

0.263

48

غیر دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

11.28

2.01

الجدارات العقلیة

تجریبیة

25

17.6

5.4

0.541

48

غیر دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

18.1

4.6

الجدارات الفنیة المتخصصة

تجریبیة

25

19.2

7.2

0.633

48

غیر دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

19.6

6.3

الجدارات التفاعلیة

تجریبیة

25

11.86

3.14

0.315

48

غیر دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

12.01

3.92

إجمالی جدارات ریادة الأعمال

تجریبیة

25

59.13

4.31

1.34

48

غیر دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

60.99

5.18

یتضح من جدول (3) ومن استقراء قیم المتوسطات الحسابیة، وقیم (ت) ومستوى دلالتها، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01 £ α ) بین متوسطی درجات طلاب المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق القبلی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة کلٌّ على حدة، مما یدل على تکافؤ مجموعتی البحث.

تطبیق التجربة الأساسیة:

تمت إجراءات التجربة فی العام الدراسی (2015 / 2016) فی المدرسة الفنیة الصناعیة المتقدمة لتکنولوجیا الصیانة، وفقًا لما یلی:

  • تعریف معلم المجموعة التجریبیة بطبیعة البحث وأهدافه، والنتائج المترتبة علیه کما جاءت فی الدراسات والبحوث العلمیة.
  • تدریب المعلم الذی سوف یقوم بالتدریس للمجموعة التجریبیة نموذج التدریس وفق مدخل الأحلام لتدریس مشروع التخرج لطلابه.
  • بعد الانتهاء من عملیة التدریس تمت إعادة تطبیق مقیاس جدارات ریادة الأعمال على المجموعتین (الضابطة والتجریبیة)، کما تم تطبیق استمارة تقییم المنتج النهائی لمشروعات التخرج لطلاب المجموعتین.

رصد نتائج تطبیق أدوات البحث، وإجراء المعالجات الإحصائیة المناسبة تمهیدًا لعرض نتائج البحث، وتفسیرها ومناقشتها، وعرض التوصیات والمقترحات:

یهدف هذا الجزء إلى عرض النتائج التی توصل إلیها هذا البحث، وتفسیرها، ومناقشتها، وتقدیم التوصیات والمقترحات کما یلی:

أولاً- نتائج البحث:

یعرض هذا البحث نتائجه من خلال الإجابة عن أسئلته کما یلی:

  1. للإجابة عن السؤال الأول: (ما جدارات ریادة الأعمال الملائم تنمیتها لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟) والسؤال الثانی: (ما معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة لطلاب التعلیم الفنی الصناعی؟) تم استقراء وتحلیل الأدبیات والدراسات السابقة لتحدید جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والجدارات الفرعیة المرتبطة بها، وتمثیلها فی شکل رسومی (شکل (1) وجدول (1) )، وکذلک تحدید معاییر جودة مشروعات تخرج تنافسیة، وتمثیلها فی شکل رسومی (شکل (3)، وملحق (2) ).
  2. للإجابة عن السؤال الثالث: (ما أسس وخطوات النموذج التدریسی القائم على نموذج الأحلام لتنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟) تم توظیف بعض الاستدلالات من خلال الخلفیة النظریة للبحث لوضع أسس وخطوات نموذج التدریس القائم على مدخل الأحلام  بهدف تنمیة جدارات ریادة الأعمال وتجوید مشروعات التخرج شکل (4)، وجدول (2)، کما تم بناء دلیل تدریس فی ضوء نموذج التدریس المقترح (ملحق (3) ).
  3.  الإجابة عن السؤال الرابع من أسئلة البحث: (ما فاعلیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟) تم اختبار صحة الفرض الأول: "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى  دلالة (0.01 £ α ) بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة کلٌّ على حدة لصالح درجات المجموعة التجریبیة"، ولاختبار صحة الفرض تم وصف البیانات باستخدام المقارنة بین المتوسطات الحسابیة بالأعمدة المزدوجة کما بالشکل (5) التالی:

           شکل (5): مقارنة المتوسطات الحسابیة للمجموعتین فی مقیاس الجدارات

یتضح من شکل (5) وجود فروق فی المتوسطات الحسابیة بین مجموعتی البحث فی جدارات ریادة الأعمال کلٍ على حدة؛ ولدراسة الفروق إحصائیًّا للتأکد من فعالیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال تم استخدام اختبار (ت) للمجموعتین المستقلتین، وکانت النتائج کما فی الجدول (4) التالی:

 

 

 

جدول (4): نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطی درجات طلاب المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة کلٌّ على حدة

جدارات ریادة الأعمال

النوع

العدد (ن)

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجات الحریة

الدلالة الإحصائیة

الجدارات الذاتیة

تجریبیة

25

24.04

3.679

11.73**

Sig(0.01(

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

13.16

2.823

الجدارات العقلیة

تجریبیة

25

41.72

4.532

17.63*

Sig(0.03)

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

23.68

2.375

الجدارات الفنیة المتخصصة

تجریبیة

25

51.08

5.376

18.41*

Sig(0.02)

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

25.96

4.198

الجدارات التفاعلیة

تجریبیة

25

24.84

6.214

15.32**

Sig(0.00)

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

11.52

5.871

إجمالی جدارات ریادة الأعمال

تجریبیة

25

141.08

7.634

20.11**

Sig(0.00)

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

82.65

8.237

یتضح من الجدول (4) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى  دلالة (0.01 £ α ) بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة  لصالح المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال بصفة عامة، والجدارات الفرعیة المرتبطة بها کلٌّ على حدة، وبالتالی یتم قبول الفرض الذی ینص على أنه: "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى  دلالة (0.01 £ α ) بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة کلٌّ على حدة لصالح درجات المجموعة التجریبیة".

ولحساب فعالیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال تم حساب مربع إیتا باستخدام اختبار (ت) للعینتین المستقلتین، ومن ثم حساب حجم التأثیر کما فی الجدول (5) التالی:

جدول (5) قیم إیتا وحجم التأثیر لنتائج مقیاس جدارات ریادة الأعمال

جدارات ریادة الأعمال

قیمة (ت)

مربع إیتا

حجم التأثر

القیمة

المستوى

قیمة “d”

المستوى

الجدارات الذاتیة

9,528

0,785

مرتفع

3.820

مرتفع

الجدارات العقلیة

13,28

0,664

مرتفع

2.811

مرتفع

الجدارات الفنیة المتخصصة

10,35

0,577

مرتفع

2.268

مرتفع

الجدارات التفاعلیة

9,54

0,698

مرتفع

3.040

مرتفع

إجمالی جدارات ریادة الأعمال

11,37

0,774

مرتفع

3.309

مرتفع

یتضح من جدول (5) أن قیم مربع إیتا مرتفعة؛ حیث کانت أکبر من (0.2)، کما أن قیم حجم التأثیر أکبر من الواحد الصحیح فی جمیع نتائج مقیاس جدارات ریادة الأعمال الرئیسیة والفرعیة کلُّ على حدة؛ مما یدل على التأثیر القوی للمتغیر المستقل (النموذج التدریسی المقترح) على المتغیر التابع (جدارات ریادة الأعمال).

  1. شکل (6): مقارنة المتوسطات الحسابیة للمجموعتین فی تقییم مشروعات التخرج

    للإجابة عن السؤال الخامس من أسئلة البحث: (ما فاعلیة النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام على جودة مشروعات التخرج لدى طلاب التعلیم الفنی الصناعی؟) تم اختبار صحة الفرض الثانی: "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى  دلالة (0.01 £ α ) بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی تطبیق استمارة تقییم المنتج النهائی لمشروعات التخرج لطلاب المجموعتین لصالح درجات المجموعة التجریبیة"،  ولاختبار صحة هذا الفرض تم وصف البیانات باستخدام المقارنة بین المتوسطات الحسابیة بالأعمدة المزدوجة کما بالشکل (6) التالی:

 

 

 

 

یتضح من شکل (6) وجود فروق فی المتوسطات الحسابیة بین مجموعتی البحث فی تقییم المنتج النهائى لمشروعات التخرج؛ ولدراسة الفروق إحصائیًّا تم استخدام اختبار (ت) للمجموعتین المستقلتین، وکانت النتائج کما فی الجدول (6) التالی:

جدول (6): نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطی درجات طلاب المجموعتین التجریبیة والضابطة فی تطبیق استمارة تقییم المنتج النهائى لمشروعات التخرج

أداة القیاس

النوع

العدد (ن)

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

درجات الحریة

الدلالة الإحصائیة

تقییم مشروعات التخرج

تجریبیة

25

89.2

12.324

15.62**

Sig(0.01)

48

دالة إحصائیًّا

ضابطة

25

60.3

10.610

یتضح من الجدول (6) أن قیمة "ت" دالة إحصائیًّا عند مستوى 0.01 مما یشیر إلى أنه یوجد فرق بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی تطبیق استمارة تقییم المنتج النهائی لمشروعات التخرج لصالح المجموعة التجریبیة.

ولتحدید الأهمیة التربویة  للنموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام من خلال حساب فعالیة النموذج التدریسی المقترح فی تجوید مشروعات التخرج تم حساب مربع إیتا باستخدام اختبار (ت) للعینتین المستقلتین، ومن ثم حساب حجم التأثیر، کما بالجدول (7) التالی:

جدول (7) قیم إیتا وحجم التأثیر لنتائج تقییم مشروعات التخرج

المتغیر المستقل

المتغیر التابع

قیمة (ت)

مربع إیتا (2η)

حجم التأثر

القیمة

المستوى

القیمة

المستوى

النموذج التدریسی المقترح

جودة مشروع التخرج

15.62**

0.755

مرتفع

3.531

مرتفع

یتضح من الجدول (7) أن قیم مربع إیتا مرتفعة؛ حیث کانت أکبر من (0.2)، کما أن قیم حجم التأثیر أکبر من الواحد الصحیح فی نتائج تقییم المنتج النهائی لمشروعات التخرج؛ مما یدل على التأثیر القوی للمتغیر المستقل (النموذج التدریسی المقترح) على المتغیر التابع (جودة مشروعات التخرج)؛ مما یشیر إلى فعالیة النموذج التدریسی فی تجوید مشروع التخرج.

  1.  للإجابة عن السؤال السادس: (ما نوع ومستوى العلاقة الارتباطیة بین درجات طلاب المجموعة التجریبیة فی جدارات ریادة الأعمال وجودة مشروعاتهم للتخرج فی التطبیق البعدی لأدوات البحث؟) تمت صیاغة الفرض الثالث: (توجد علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین درجات طلاب المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی فی جدارات ریادة الأعمال وجودة مشروعاتهم للتخرج)، ولاختبار صحة الفرض تم حساب معامل الارتباط لبیرسون، وکانت النتائج کما یوضحها جدول (8) التالی:

جدول (8): نتائج معامل بیرسون لدراسة العلاقة بین جدارات ریادة الأعمال وجودة مشروعات التخرج

أبعاد العلاقة الارتباطیة

العینة (ن)

معامل الارتباط

نوع الارتباط ومستواه

الدلالة الإحصائیة عند 0.01

جدارات ریادة الأعمال × جودة مشروع التخرج

50

0.875

موجب قوی

دالة

یتضح من الجدول (8) أن قیمة معامل الارتباط تساوی (0.875)؛ وهی تمثل قیمة موجبة وکبیرة؛ مما یشیر إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة وقویة  دالة إحصائیًّا عند مستوى 0.01؛ مما یعنی قبول الفرض الثالث.

ثانیًا –  مناقشة نتائج البحث:

أظهرت النتائج السابق ذکرها أن النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام الذی قدمه هذا البحث له فاعلیة وأهمیة تربویة فی تنمیة کل جدارة من جدارات ریادة الأعمال الفرعیة والرئیسیة؛ حیث إن النموذج التدریسی المقترح قد اعتمد على مدخل الأحلام الذی یقوم على:

  • الخطوة الأولى- الحلم الجمعی CD: وهی المرحلة التی یُتْرَک فیها للطالب حریة اختیار فکرة مشروعه من خلال تحدید الحلم الذی یتمنى تحقیقه مستقبلاً وصیاغته، مع تجنب  تفکیر الطالب کیفیة تحقق حلمه فی هذه المرحلة؛ مما أدى إلى: "إنتاج أفکار مبتکرة غیر مألوفة بدون توجیهات"، وبالتالی تنمیة جدارة تولید الأفکار لدى المتعلم، وهی من جدارات ریادة الأعمال، مع مراعاة أن تکون فکرة مشروع التخرج " نابعة من حاجات الطلاب ومیولهم ومثیرة لاهتماماتهم"، ومن ثَمَّ یتم تطویع الظروف المحیطة وحفز الابتکار لتحقیق هذا الحلم الجمعیمن خلال مشروع تخرجه.
  • وتتفق النتیجة السابقة مع نتائج دراسة ( (Crumpton,2012، وکذلک دراسة (Zihui,2008)؛ اللتین أکدتا على أن إطلاق العنان للطلاب لاختیار فکرة مشروعهم والتی تنبع من میولهم واحتیاجاتهم سیؤدی إلى تولید أفکار مبتکرة.
  • §   الخطوة الثانیة: وفیها ینتقل للمرحلة التالیة (الحلم البنائی) التی یتم فیها تکوین المجموعات واختیار الأقران الذین یبنون معًا هذا الحلم (SD)؛ حیث یتم تشکیل مجموعات العمل وانتقاء شرکاء کل مجموعة ذات الأحلام المشترکة والمهارات المتنوعة والمتکاملة؛ ومن ثَمَّ تدعیم ثقة الطالب بنفسه، وهی من سمات الشخصیة الریادیة، وکذلک تنمیة قدرته على إقناع الآخرین للانضمام إلی مجموعته، وتحقیق التعاون والتفاعل المثمر بین طلاب کل مجموعة بما یتیح المعاونة التعلیمیة الصادقة الجادة بین أعضاء المجموعة، والتفاعل المباشر وجهًا لوجه، وتحقیق المسئولیة الفردیة والجماعیة للمشارکة فی المشروعات المناسبة لکل مجموعة على حدة؛ مما أدى إلى تحفیز الطلاب للمشارکة الفعالة لتحسین جودة مشروع تخرجهم.
  • وتتفق النتائج السابقة مع نتائج دراسة ( (Gillies,2006، وکذلک دراسة  (Prince,& Felder,2006)؛ اللتین أکدتا على أنه کلما انتمى الطالب إلى مجموعة عمل تکون من اختیاره سواء أفراد المجموعة أو المهمة التی یقوم بها کان إنجازه للعمل بکفاءة أعلى، وکذلک دافعیته لأداء المهمة أفضل، کما تتفق مع دراسة (عادل خلیفة، 2008) التی أظهرت أن اختیار الطالب لمجموعته وفق حاجته ومیوله یساعد على تنمیة المهارات المرتبطة بإقامة وإدارة المشروعات الصغیرة.
  • الخطوة الثالثة:وفیها ینتقل إلى المرحلة الثالثة (حلم النشاط AD) التی یتم فیها ترجمة الأحلام إلى خطة عمل فی صورة أنشطة قابلة للتنفیذ، وتحدید متطلبات النجاح وتحدید أهدافه بدقة؛ فیتعرف الطالب فی هذه المرحلة کیفیة تحویل وصیاغة فکرته وتحویل حلمه إلى نشاط یقوم بأدائه لتحقیق غایته؛ مما أدى إلى أنه لم یدخر جهدًا فی تنفیذ ما صاغه بنفسه لیوفی بالتزاماته حتى وإن قام بجهد إضافی؛ فیتعلم کیفیة المبادرة والمسئولیة عن إنجازاته؛ وهی من الجدارات الفرعیة لریادة الأعمال، مما أدى بالتالی إلى تنمیة جدارات ریادة الأعمال العقلیة، وکذلک السعی إلى اختیار الظروف المناسبة التی توفر للمجموعة النجاح مع توافر هدف محدد واضح فی أذهان المتعلمین یحفزهم على إخراج مشروع تخرج ریادی متمیز.
  • وتتفق النتائج السابقة مع نتائج دراسة ( (Varela & Jimenez, 2001التی أکدت أهمیة صیاغة الطالب أهداف مشروعه بنفسه، ووضع خطة العمل بما یؤدی إلى تنمیة مهارات ریادة الأعمال لدیه، وکذلک دراسة (El-Ghalayini, et.,al., 2017) التی أشارت إلى أن تنمیة مهارات ریادة الأعمال تتطلب وضوح الهدف من النشاط الذی یؤدیه الطالب لإخراج مشروع ریادی .
  • الخطوة الرابعة تصمیم وتنفیذ الأنشطة IAD: یتم وضع الفکرة التصمیمیة للأنشطة والمهام وفقًا لخطة العمل، وفی هذه المرحلة تم استعراض التخطیط للمشروع ضمن أطر زمنیة محددة من خلال رسم کروکی، مع توضیح التکلفة  فی ضوء دراسة الجدوى، والسیناریوهات لمسار المشروع والبدائل المقترحة والممکنة، وتوزیع المهام على الجمیع، وقد تم الاستفادة من موضوع النشاط "نماذج ریادیة: رواد أعمال مشهورین مثل: بیل جیتس، وستیف جوبز، وویلیام کام کوامبا من مالاوی..." ؛ حیث إن تخطیطهم لمشروعاتهم لم یکن تخطیطًا تقلیدیًّا، وأنهم بدءوا مشروعاتهم من الصفر، واعتمدوا فی تفکیرهم على المخاطرة وکسر الروتین والابتعاد عن الخطط التقلیدیة (فکَّروا خارج الصندوق)؛ وأنه لابد من تعدیل المسار دائمًا فی ضوء سرعة التغیر التقنی، مع مراعاة الدقة والمصداقیة فی البحث عن المعلومات اللازمة للعمل فی المشروع، وکیفیة التحقق من صحة المعلومات وتحلیلها وتوثیقها وتوظیفها بالشکل المناسب، مع مراعاة حقوق الملکیة الفکریة، وکذلک الأخذ فی الاعتبار دائمًا أن یراعی التخطیط للمشروع الاستدامة بأبعادها الثلاثة؛ من حیث اختیار الخامات القابلة للتدویر، والتأکید على السلامة المهنیة، واستخدام الطاقة المتجددة، کما تم إنشاء مجموعة على الواتس لکل مشروع للتواصل والتشاور وتبادل الآراء بین الجمیع؛ مما کان له أکبر الأثر فی تنمیة جدارات ریادة الأعمال العقلیة المرتبطة بمهارة التخطیط المنظم والتفکیر الإستراتیجی واقتناص الفرص المتاحة والجدارة الذاتیة  المرتبطة بالحس الاستثماری"، وکذلک کان له أثر إیجابی وفعَّال على إنتاج مشروع تخرج ذی میزة تنافسیة مستدامة.
  • وتتفق النتائج السابقة مع نتائج دراسة ( (Lehmann, 2008التی أکدت أهمیة تدریب الطالب على التخطیط المنظم عند إعداده لمشروع تخرجه، کما أکدت دراسة Hopkins, et al., 2008)) على مراعاة أبعاد التنمیة المستدامة فی مشروعات الطلاب لإنتاج مشروعات ریادیة مستدامة.
  • الخطوة الخامسة تنفیذ الحلم البنائی ISD: حیث یتم تنفیذ وإنجاز کل فرد المهمة المحددة له فی ضوء العمل الجماعی التشارکی، کما یمکن لکل طالب التعدیل فی دوره سواء على مستوى المهمة المحددة أو التوقیت الزمنی، لکن مع ضرورة تبریر ذلک وتفسیره لزملائه ومعلمه/ المشرف الذی یقوم بدوره بتقدیم التغذیة الراجعة أولاً بأول، مع أهمیة تشجیع طلابه على إیجاد الحلول الإبداعیة للمشاکل بأنفسهم، وعدم تقدیم الحلول لهم مباشرة؛ مع الأخذ فی الاعتبار المخاطر المحتملة وتقییم البدائل واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها من خلال الاستعانة ببعض الفیدیوهات فی هذا المجال، بالإضافة إلى تقدیم تقریر دوری مدعم ببعض الصور والفیدیوهات لما تم إنجازه؛ مما أدى إلى تنمیة الجدارات الذاتیة والبنائیة التفاعلیة والفنیة المتخصصة من خلال العمل ضمن فریق والتواصل الدائم والتشبیک بین جمیع من یهمهم الأمر، والاستعداد الطوعی للعمل لساعات طویلة، وتشجیع الطالب لتحسین أدائه، وتشجیع کل أفراد المجموعة على بذل الجهد المتواصل، والتعامل مع التفاصیل الفنیة، وکذلک تم تدریب الطالب على إمکانیة تعدیل وتغییر وجهة نظره، والمواءمة بین العمل فی مجموعته والظروف المحیطة، کما کانت تتم متابعة جمیع مراحل تنفیذ المشروع وتوثیقها بالصور والفیدیوهات باستمرار، مما أدى إلى ضمان عدم شراء مشروعات جاهزة للحصول على الدرجة؛ بل محاولة تحسین جودة المشروع فی جمیع مراحله وتسجیلها وإرسالها بالمشارکة عبر الواتس؛ فیتعلم الطالب کل ما یساعده فی تحقیق مشروعه.
  • وتتفق النتائج السابقة مع نتائج دراسة ((Valderrama, et al., 2009 ونتائج دراسة (Polat, , 2004) اللتین أکدتا أهمیة متابعة جمیع مراحل تنفیذ المشروع ومراعاة التقویم المستمر لضمان جودة مشروعات تخرج ریادیة.
  • الخطوة السادسةالمساهمة فی الحلم الجمعی CCD: حیث یتم اعتماد النسخة النهائیة من المنتج/ الخدمة التی تمثل السعادة الحقیقیة لتحقیق الحلم الفردی الذی هو جزء من الحلم المجتمعی، والتأکید على جمیع المجموعات بضرورة توفیر وتجهیز کل المتطلبات الخاصة بالمنتج النهائی من المشروع واختباره وفقًا للمعاییر المحددة، مع التأکید على استمراریة التطویر؛ کما تم فی هذه المرحلة تدریب الطالب/ الطلاب على مهارة العروض التقدیمیة ومواصفات العرض الجید والجذاب، وکیفیة إبراز فکرة مشروعه وکیفیة تسویق منتجه النهائی کقیمة مضافة للمجتمع، مع إیضاح مدى مطابقته لمواصفات الجودة الفنیة؛ مما أدى إلى تنمیة الجدارات البنائیة: الفنیة المتخصصة والتفاعلیة المرتبطة بریادة الأعمال من حیث تمکنه من الجودة سواء فی تقدیمه لنفسه أو تقدیم مشروعه وقدرته على الإقناع أمام المحکمین، وکذلک تمکنه من جودة المنتج النهائی لمشروع التخرج.
  • • وتتفق النتائج السابقة مع نتائج دراسة ((Kapusuz, & Can, 2014 التی أکدت أهمیة المشارکة الفعلیة فى المشروعات والأنشطة الریادیة بما یؤدی إلى تشجیع طلاب السنوات النهائیة بالمبادرة إلى اعتبار مشروع التخرج نواة لبدء مشروعاتهم الریادیة فور تخرجهم.

توصیات البحث: فی ضوء مشکلة البحث وما کشفت عنه من نتائج یوصی هذا البحث بما یلی:

  • إعادة النظر فی أهداف مقرر مشروع التخرج لطلاب التعلیم الفنی بجمیع أنواعه (صناعی- زراعی- تجاری) فی ضوء مدخل الأحلام.
  • عقد دورات تدریبیة وورش عمل لمعلمی التعلیم الفنی بأنواعه المشرفین على مشروعات التخرج لطلاب السنة النهائیة لتدریبهم على کیفیة استخدام النموذج التدریسی القائم على مدخل الأحلام.
  • تبصیر معلمی التعلیم الفنی خاصة والتعلیم العام بجدارات ریادة الأعمال وأهمیتها  لتخریج جیل قادر على التفکیر الأخلاقی والمستدام.

البحوث المقترحة:

  • برنامج تدریبی فی التربیة الریادیة لتنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى معلمی التعلیم الفنی الصناعی.
  • تصمیم نموذج تدریسی لتنمیة جدارات ریادة الأعمال لدى طلاب التعلیم الثانوی العام، وقیاس أثره على دافعیتهم للإنجاز.
  • برنامج تدریبی قائم على التفکیر الریادی لتنمیة مهارات إدارة مشروعات صغیرة لدى طلاب التعلیم التجاری.

 

المراجع:
إحسان علی هلول (2011). مشاریع طلبة المراحل المنتهیة فی جامعة بابل، دراسة تقویمیة، مجلة جامعة بابل (العلوم الإنسانیة)، 19 (1-2), ص ص 200-216، مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/300398
آیات السید فهیم (2012). "فاعلیة التعلم القائم على المشکلة فی تنمیة بعض مهارات العمل بالمشروعات الصغیرة والاتجاه نحو العمل الحر لدى طلاب الثانوی التجاری المتقدم"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة بدمیاط، جامعة المنصورة.
إیمان صلاح الدین عبد الحمید (2010). اتجاهات حدیثة فی إدارة مشاریع التخرج کأحد ضمان تطویر الأداء بمؤسسات التعلیم العالی، المؤتمر العلمی السنوی العربی الخامس - الدولی الثانی ، الاتجاهات الحدیثة فی تطویر الأداء المؤسسی والأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی، المنصورة : کلیة التربیة النوعیة - جامعة المنصورة، ص ص 138 – 165.
سلیمان بن سالم الحسینی (2016). رفع مستوى الجودة فی برامج التعلیم العالی عن طریق تکامل مخرجات التعلیم العالی مع متطلبات سوق العمل: دراسة میدانیة تحلل مشاریع التخرج وتستطلع آراء الأکادیمیین والطلبة، بحوث المؤتمر العربی الدولی السادس لضمان جودة التعلیم العالی، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا – السودان. 
سمیر مصطفى أبو مدللة، مازن العجلة (2013). التحدیات التی تواجه ریادة الأعمال بین الشباب فی فلسطین، مجلة جامعة فلسطین للدراسات والأبحاث، ع5، ص ص88-108.
شوقی محمد محمود (2015). فعالیة مهام الویب المبنیة على النظم الذکیة فی تنمیة مهارات إنتاج مشروعات التخرج والجوانب المعرفیة المرتبطة بها لدى طلاب کلیة التربیة النوعیة وتنمیة الدافعیة للإنجاز لدیهم، مجلة تکنولوجیا التعلیم – دراسات وبحوث محکمة، 25(1)، ص ص 173-240.
 صهیب أحمد الخوالدة (2017)، "أثر جدارات مدیری المشاریع على نجاح المشروع" رسالة ماجستیر. جامعة الشرق الأوسط، عمان. مسترجع من  https://search.mandumah.com/Record/85676
طارق عبد السلام الأعوج (2017). تقییم مشاریع التخرج بأقسام الحاسوب بمؤسسات التعلیم العالی بمنطقة الخمس باستخدام برنامج التحلیل الإحصائیspss ،  مجلة التربوی: جامعة المرقب - کلیة التربیة بالخمس، 11، ص ص 191-211، مسترجع من https://search.mandumah.com/Record/869883
طه کامل ریاض (2009). نموذج الجدارة الوظیفیة، وضع القیاسات وتخطیط السیاسات واستخدام الأدوات، رسالة دکتوراه، کلیة التجارة، جامعة قناة السویس.
عادل خلیفة عبد اللطیف (2008). "فاعلیة إستراتیجیة التعلم التعاونی فی تنمیة بعض مهارات إدارة المشروعات الصغیرة لطلاب المدارس الفنیة المتقدمة التجاریة، نظام الخمس سنوات"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة بنی سویف. 
علویة الزبیر، وسلوى أبو ضیف (2018). دور تعزیز المهارات الریادیة لطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة فی دعم المشروعات الصغیرة، دراسة تطبیقیة على مرکز التوظیف والأعمال الریادیة، مجلة الأکادیمیة الأمریکیة العربیة للعلوم والتکنولوجیا - أماراباک، 9 (30), ص ص 45 – 64،  مسترجع من       https://search.mandumah.com/Record/921936
رابح عماری ونعاس محمد عماری (2016). واقع التکوین بالجامعة الجزائریة من خلال مشاریع ومذکرات التخرج، دراسة تقویمیة لمعوقات التجسید ومقومات التجوید، آفاق للعلوم، جامعة زیان عاشور الجلفة،2 (3)، ص ص 219-238.
غنی ناصر القریشی (2012). بحوث التخرج.. طموحات وتحدیات،  مسترجع من  uobabylon.edu.iq
فتح الله أحمد غانم (2017). دور کلیات العلوم الإداریة والاقتصادیة فی مؤسسات التعلیم العالی الفلسطینی فی الحد من مشکلة البطالة للخریجین، تصور مقترح، نموذج مشروع التخرج البدیل، مجلة جامعة القدس المفتوحة للبحوث الإنسانیة والاجتماعیة، 33 (1).
 محمد محمد النجار (2017). مشروعات تخرج طالبات قسم علم المعلومات بجامعة أم القرى، دراسة لاتجاهاتها الکمیة والمنهجیة والمشکلات التی تواجهها الطالبات، المجلة الدولیة لعلوم المکتبات والمعلومات، الجمعیة المصریة للمکتبات والمعلومات والأرشیف، 4 (1)، ص ص 77- 112.
محمود سید أبو یوسف ( 2016). "إستراتیجیة مقترحة للتربیة لریادة الأعمال بالتعلیم قبل الجامعی المصری فی ضوء بعض الاتجاهات المعاصرة " کلیة التربیة، جامعة الأزهر.
منظمة العمل الدولیة والیونسکو(2010). نحو ثقافة الریادة فی القرن الواحد والعشرین، تحفیز الروح الریادیة من خلال التربیة لریادة الأعمال فی المدارس الثانویة، بیروت, مکتب الیونسکو الإقلیمی للتربیة فى الدول العربیة.
منى حمودة حسین (2013). فعالیة إستراتیجیة مقترحة فی تدریس مقرر تخطیط وإدارة الإنتاج لتنمیة مهارات ریادة الأعمال والاتجاه نحو العمل الحر والتحصیل المعرفی لدى طلبة المدرسة الصناعیة الثانویة الزخرفیة، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، 38 (3).
مها علی الشیمی (2010). تحسین المشروعات الطلابیة النسجیة باستخدام عملیتی التحویر والتضمین، المؤتمر السنوی العربی الخامس- الدولی الثانی، الاتجاهات الحدیثة فی تطویر الأداء المؤسسی والأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی، 14- 15 أبریل.
نادر أبو خلف (2017). المشکلات التی یواجهها الطلبة فی مقرر مشروع التخرج فی برنامج التربیة فی جامعة القدس المفتوحة من وجهة نظرهم، المجلة الفلسطینیة للتعلیم المفتوح - فلسطین، 2 (3)، ص ص 11-44، مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/449690
المنظمة الدولیة للتربیة والعلوم والثقافة (2014). إعداد الشباب العربی لسوق العمل، إستراتیجیة لإدراج ریادة الأعمال ومهارات القرن الـ 21، قطاع التعلیم العربی، تونس.
                                                                 
Alpert, F., Heaney, J. G., & Kuhn, K. A. L. (2009). Internships in marketing: Goals, structures and assessment–Student, company and academic perspectives. Australasian Marketing Journal (AMJ)17(1), 36-45.‏
Arasti, Z., Falavarjani, M. K., & Imanipour, N. (2012). A Study of Teaching Methods in Entrepreneurship Education for Graduate Students. Higher Education Studies2(1), 2-10.‏
Ausubel, K. (2012). Dreaming the future: Reimagining civilization in the age of nature. South Carolina: Chelsea Green Publishing.‏
Bacigalupo, M., Kampylis, P., Punie, Y., & Van den Brande, G. (2016). EntreComp: The entrepreneurship competence framework. Luxembourg: Publication Office of the European Union.‏
Business dictionary (2018). Entrepreneurship, Retrieved from: www.businessdictionarv.com
Crawford, G. P., Broer, D. J., & Bastiaansen, C. W. M. (2006). Engineering education on the ‘fuzzy’front end: a high-technology entrepreneurship model. European journal of engineering education31(2), pp145-153.‏
Crick, R. (2008). Key Competencies for Education in a European Context: narratives of accountability or care. European Educational Research Journal,8(3), pp 311-318.
Crumpton, M. A. (2012). Innovation and entrepreneurship. The Bottom Line25 (3), pp 98-101.‏
Dimitrova, M., & Ivanov, S. H. (2012). Entrepreneurship education in tourism from the students’ graduation project perspective: The case of International University College, Bulgaria.‏ Retrieved from https://ssrn.com/abstract=2086236 or http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.2086236
El-Ghalayini, H., Abu-Arqoub, M., Issa, G., & Shubita, A. F. (2017). Graduation-Project Management System: A Social Network Analysis Perspective. Journal of Theoretical & Applied Information Technology95(4).‏
El-Khasawneh, B. S. (2008). Entrepreneurship promotion at educational institutions: a model suitable for emerging economies. WSEAS transactions on business and economics2(5), pp 27-35.‏
Esmi, K., Marzoughi, R., & Torkzadeh, J. (2015). Teaching learning methods of an entrepreneurship curriculum. Journal of advances in medical education & professionalism3(4), 172.‏
Fayolle, A. (Ed.). (2007). Handbook of research in entrepreneurship education: A general perspective (Vol. 1). UK: Edward Elgar Publishing.‏
Filion, L. J., & Dolabela, F. (2007). The making of a revolution in Brazil: The introduction of entrepreneurial pedagogy in the early stages of education. In: A. Fayolle (Ed.) Handbook of Research in Entrepreneurship Education, Northampton.
 Florian, J. & Karri, R. and Rossiter, N. (2007). Fostering entrepreneurial drive in business education: An attitudinal approach. Journal of Management Education, 31, pp 17 – 42
forbes (2015): https://www.forbes.com/sites/ryanwestwood/2015/09/04/what-traits-do-we-need-to-succeed-as-entrepreneurs/#25a778087297
Gillies, R. M. (2006). Teachers'' and students'' verbal behaviors during cooperative and small‐group learning. British Journal of Educational Psychology76(2), pp 271-287.‏
Haase, H., & Lautenschläger, A. (2011). The ‘teach ability dilemma ''of entrepreneurship. International Entrepreneurship and Management Journal7(2), pp 145-162.‏
Halász, G., Michel, A. (2011). Key Competences in Europe: interpretation, policy formulation and implementation. European Journal of Education,46(3), pp 289-306.
Hannon, P. D. (2013). Why is the entrepreneurial university important? Journal of Innovation Management, 1(2), pp 10-17.
Heder, E., Ljubic, M., Srhoj, S. (2016) Entrepreneurship Learning: a Key Competence approach in practice for ISCED level3. South East European Centre for Entrepreneurial Learning.
Hicks, D. (2003). Lessons for the future: The missing dimension in education. London: Routledge.‏
Hopkins, C., & McKeown, R. (2001). Education for Sustainable Development: past experience, present action and future prospects. Educational Philosophy and Theory33(2), pp 231-244.‏
Houtz, J. H. (2011). Grow the entrepreneurial dream: The ultimate guide to business success. Arizona: Greenleaf Book Group.‏
Ifedili, C. J., & Ofoegbu, F. (2011). Managing entrepreneurship education in Nigerian universities. European Journal of Educational Studies3(1), pp 101-109.‏
Ivanov, S. H., & Dimitrova, M. (2011). Analysis of college students’ graduation projects.‏ Retrieved from:  https://www.researchgate.net/publication/315696265
Kapusuz, K. Y., & Can, S. (2014). A survey on lifelong learning and project-based learning among engineering students. Procedia-Social and Behavioral Sciences116, pp 4187-4192.‏
Komarkova, I., Gagliardi, D., Conrads, J., & Collado, A. (2015). Entrepreneurship Competence: An Overview of Existing Concepts, Policies and Initiatives “Final report (No. JRC96531). Joint Research Centre (Seville site).
Kussmaul, C. (2000). A team project course emphasizing software entrepreneurship. Journal of Computing Sciences in Colleges15(5), pp308-316.‏
Lehmann, M., Christensen, P., Du, X., & Thrane, M. (2008). Problem-oriented and project-based learning (POPBL) as an innovative learning strategy for sustainable development in engineering education. European journal of engineering education33(3), pp 283-295.‏
Leino, J. S. (2011). The implementation of entrepreneurship education through curriculum reform in Finnish Comprehensive schools, Journal of Curriculum Studies43(1), pp 69-85.
Makulova, A. T., Alimzhanova, G. M., Bekturganova, Z. M., Umirzakova, Z. A., Makulova, L. T., & Karymbayeva, K. M. (2015). Theory and practice of competency-based approach in education. International Education Studies8(8).‏
Maletić, A. (2017). LLLP reaction to the Key Competences framework for Lifelong Learning review. Handbook of Self-Regulation.San Diego: Academic Press
Neck, H. M., Greene, P. G., & Brush, C. G. (Eds.). (2014). Teaching entrepreneurship: A practice-based approach. Edward Elgar Publishing.
Otten, H., Ohana, Y. (2009). The Eight Key Competencies For Lifelong Learning: An Appropriate Framework Within Which To Develop The Competence Of Trainers In The Field Of European Youth Work Or Just Plain Politics? the official policy of the European Commission.
Polat, A. A. (2004, August). Importance of Graduation Project in the Education of Agricultural Engineering: Case Studies from Turkey. In IV International Symposium on Horticultural Education, Extension and Training 672 (pp. 303-310).‏
Prince, M. J., & Felder, R. M. (2006). Inductive teaching and learning methods: Definitions, comparisons, and research bases. Journal of engineering education95(2), pp 123-138.
 Raven, J., & Stephenson, J. (Eds.). (2001). Competency in the Learning Society. New York: Peter Lang.
Sahin, M., Akbasl, S., Yelken, T. (2010). Key competences for lifelong learning: The case of prospective teachers. Educational Research and Review, 5 (10), pp. 545-556, retrived from http://www.academicjournals.org/ERR2
Selmer, J. & Chiu, R. (2004). Required human resources competencies in the future. A frame work for developing HR Executves in HongKong, Journal of word Business, 39, pp 324-336.
Smith, A. J., Collins, L. A., & Hannon, P. D. (2006). Embedding new entrepreneurship programs in UK higher education institutions: challenges and considerations. Education+ Training, 48(8/9), 555-567.‏
Turker, Duygu &Senem, S (2009). Which Factors Affect  Entrepreneurial Intention of University Students? Journal of European Industrial Training, 33(2), pp 142- 159.
Valderrama, E., Rullán, M., Sánchez, F., Pons, J., Mans, C., Giné, F., ... & Peig, E. (2009, October). Guidelines for the final year project assessment in engineering. In Frontiers in Education Conference, 2009. FIE''09. 39th IEEE (pp. 1-5). IEEE.‏
Varela, R., & Jimenez, J. E. (2001). The effect of entrepreneurship education in the universities of Cali. Frontiers of Entrepreneurship Research.‏
Xie, W., Zhang, H., Wei, B., & Fang, G. (2011). Data mining of graduation project selection database. Procedia Engineering, 15, pp 4008-4011.
Yemini, M., Addi-Raccah, A., & Katarivas, K. (2015). I have a dream: School principals as entrepreneurs. Educational Management Administration & Leadership43(4), pp 526-540.‏
Zihui, Z. F. J. F. L., & Zhengjun, G. (2008). The Practice on Innovation Ability Raised from a Topic Selected in Graduation Project Design of Mechanical Majors. Journal of Northeast Agricultural University (Social Science Edition)4, 007.‏