البحوث النوعية : البعد الغائب في بحوث المناهج وطرق التدريس "بحوث تعليم اللغة العربية نموذجًا"

لقد تطور البحث في مجال المناهج وطرق التدريس من حيث مناهجه، وأدواته، وطرائق جمع بياناته، وتحليلها، فظهرت في السنوات الأخيرة أساليب غير كمية في البحث العلمي، جذبت كثيرًا من الباحثين، ويطلق على هذه الأساليب بشكل عام طرائق البحث النوعي، فتم التحول من التركيز على المنهج الكمي إلى استخدام المنهج النوعي وصولًا إلى المنهج المختلط.
وعلى الرغم من تنامي البحث في مجال المناهج وطرق التدريس عامة وطرق تدريس اللغة العربية بصفة خاصة إلا فإن هناك قصورًا في مواكبة المناهج البحثية الحديثة في هذا المجال، وأصبح البحث الكمى يسيطر على مجمل أنشطة البحث التربوى، والتركيز على المنهج الكمي أصبح سمة عديد من البحوث، وذلك في الوقت الذي نؤكد فيه أن البحوث النوعية في المجال التربوي أصبحت واقعًا واتجاهًا عالميًا لا يمكن غض الطرف عنه إذا أردنا أن نسهم في ركب الحضارة وتطوير المعرفة.
فالنزعة الكمية في البحوث التربوية يجب ألا تكون على حساب الكيفية أو النوعية، والمنهج النوعي لا يجب النظر إليه على أنه ضد المنهج الكمي أو يقلل من أهميته، بل على العكس فقد يكون مكملاً له في بعض الدراسات التربوية، لذا تأتي هذه المقالة لتسلط الضوء على المنهج النوعي والعناية بتطبيقه في بحوث مجال المناهج وطرق التدريس عامة ومناهج وطرق تدريس اللغة العربية بصفة خاصة.
فتتطرق المقالة إلى مفهوم البحث النوعي، وفلسفته، وأهميته، كذلك تعرض للفروق بين البحث الكمي والبحث النوعي، ثم تتناول خصائص البحوث النوعية، وأهمية العناية بالبحوث النوعية في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، كما تتناول أنماط البحوث النوعية ومناهجها في مجال المناهج وطرق التدريس، وتعرض أيضاً لخطوات تصميم البحوث النوعية، وفى النهاية تذيل المقالة ببعض التوصيات المنبثقة عن المعطيات النظرية للبحوث النوعية وأهمية العناية بتوظيفها في بحوث المناهج وطرق التدريس عامة، ومناهج وطرق تدريس اللغة العربية بصفة خاصة.